28 أكتوبر 2025

تسجيل

ركود ثقافي

19 يوليو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عندما يحل الصيف، كثيرًا ما نسمع بين كثيرين أن المؤسسات أو الجهات أو حتى الأفراد أصابهم ركود خلال فصله، غير أن المرء تأخذه الدهشة، حينما يعلم أن المثقفين أنفسهم يمكن وضعهم في ذات الإطار، إذ لا يمكن مثلًا فهم الأوقات التي يقرأ فيها المثقف، أو الأخرى التي يعزف عنها، وبالمثل الكتابة. وفي الوقت الذي يتساوى فيه المثقفون مع غيرهم من شرائح المجتمع، فإنه لا يمكن بحال إدراجهم ضمن قائمة "الركود"، التي تصيب الكثير من الأوساط بحالة من الشلل، إن لم يكن الترهل.نعم، قد يكون الإنسان مهما تنوعت شريحته بحاجة إلى حالة من الاسترخاء، غير أن المثقف عادة ينظر إلى واقعه بنظرة أخرى مغايرة، عما ينظر بها غيره، ليس هذا لإضفاء هالة عليه، أو تنقيصًا من غيره، بل إن المثقف يحظى بطبيعة خاصة، كونه ضمير الأمة، فلا يمكن بحال التسطيح من دوره بالمجتمع، وأن دوره التنويري فيه يكتسب أهمية خاصة، كونه أبرز حملة مشاعل التنوير والاستنارة الحقيقية.وعادة ما نجد جل المبدعين، خاصة الأدباء منهم، يذهبون إلى أن قريحتهم الإبداعية يمكنها أن تبدع في أي وقت، وفي أي مكان.لذا، لا يمكن بحال تحديد موعد أو زمان، لضخ المنتج الإبداعي، علاوةً على أن المثقف ذاته المهموم بقضايا واقعه، لا يمكنه بحال أن يؤجل عملًا ثقافيًا، بدعوى الاسترخاء، أو أنه في إجازة.نعم، لا يمكن إغفال أن هناك عزوفًا عن الفعاليات الثقافية خلال فترة الصيف، لكننا هنا نتحدث عن المثقف، وليس العمل الثقافي، وبين الجانبين فوارق عدة، وأن المشترك بينهما، أن كليهما لا ينبغي له التوقف عن ضخ منتجه الإبداعي، وأن حالة العزوف، يتحملها الطرفان، ما دام الكل يبحث عن مخرجات لعمل ثقافي أو إنتاج إبداعي.والواقع، فإن هذه حقيقة لا يمكن غض الطرف عنها، فالمنظومة الثقافية تتكامل بثلاثية لا يمكن الفصل بينها، وهي المتلقي، والمؤسسة الثقافية، بجانب المبدع، هذا إذا أردنا إثراء المشهد الثقافي، وفي القلب منه الإبداعي، وفي ظل متغيرات العصر وتطوراته، فإن الحديث عن أساليب مواجهة حالات العزوف كثيرة ومتنوعة، فقط تحتاج إلى عقول تنقب عنها، ومبدعين يلامسون واقعهم، ومؤسسة ثقافية، تدرك دورها في تثقيف المجتمع.