20 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا تركيا؟

19 يوليو 2016

ليلة الجمعة الماضية الدامية في فرنسا أذهلت العالم وجعلت ملايين البشر يتابعون حدثًا همجيًا قد وقع، غير مقبول البتة تجاه أبرياء، لا يختلف أبدًا عن أحداث البراميل المتفجرة لبشار والقنابل الفوسفورية الروسية على أبرياء سوريا، أو العنقودية الإسرائيلية على أبرياء غزة أو القنابل الذكية الأمريكية على أبرياء أفغانستان.. كلها سواء.ظل الملايين في مناقشة حادثة نيس الفرنسية، ومحاولة فهمها ساعات وساعات، ولكن لم يمر يوم على ذلك حتى جاءت ليلة السبت الفارط مخيفة متوترة هي الأخرى ولكن من تركيا هذه المرة، بسبب محاولة انقلابية عسكرية انتهت بالفشل ولله الحمد، لكنها أقلقت كل محبي تركيا وكذلك أعداءها في الوقت ذاته!عاش العالم تارة أخرى خلال أربع وعشرين ساعة في قلق وتوتر وترقب، وسيطرت أحداث الانقلاب على وسائل التواصل وكافة وسائل الإعلام الأخرى، باعتبار أن بلدًا مثل تركيا، حيث الاستقرار والمكانة الدولية لها، جعلت من حدث الانقلاب ليس بالذي يمكن أن يمر مرور الكرام، وقد صدق الرئيس التركي الأسبق عبد الله جول في وصفه لما جرى، بأن بلده ليس دولة في أمريكا اللاتينية أو إفريقيا، في إشارة إلى ما يمكن أن يكون قد تعارف الناس عليه، من أن الحكم في تلك القارتين ولعقود عديدة، صار الأصل فيه عدم الاستقرار بسبب الانقلابات العسكرية، وبالتالي فليس غريبًا أو بالذي يدعو العالم إلى توجيه كثير اهتمام لها إن وقع انقلاب هنا أو هناك، لكن الأمر في تركيا اختلف تمامًا.المحاولة فشلت كخلاصة أولية للمشهد، ولكن الخلاصة الأخرى أنه لا شيء يضمن أن الذين كانوا وراء المحاولة، سواء بالتخطيط أو التنفيذ أو الدعم المادي وغيره، لن يعيدوا المحاولة تارة أخرى. نعم، حفنة من الضباط والعساكر قاموا بالتنفيذ، ربما لوعود براقة حصلوا عليها وستكون موضع التنفيذ حال نجاحها، ولكن من المؤكد وجود حفنات أخرى كثيرة لا تزال منتشرة في داخل وخارج تركيا، تتربص بهذا البلد، لا تريد له استقرارًا وأمنًا في ظل الحزب الحاكم الحالي، ربما لأسباب لم تعد مجهولة وخافية على أحد، ولعل أبرزها وأهمها هو هذا الشيء البسيط من السمت الإسلامي على توجهات الحزب وبعض رموزه، ونتائج ذلك على أرض الواقع على شكل أعمال وسلوكيات وغيرها، وهي بالمقارنة بدول إسلامية أخرى كمثال، لا تُقارن، الأمر الذي يبعث على التساؤل ها هنا: لم كل هذا العداء من الداخل والخارج لهذا البلد أو هذا الحزب الحاكم تحديدًا، فيما الأمر يختلف مع أقطار أخرى إسلامية، عربية كانت أم غيرها؟سنحاول الوصول إلى بعض الاستنتاجات في هذا الحديث بالغد إن شاء الله تعالى.