15 سبتمبر 2025
تسجيلربما كان هذا العنوان هو أبلغ تعبير عن الحزن في تاريخ الشعر العربي. عندما يحزن العيد، هو عنوان لقصيدة الشاعر الكبير عبدالرحمن العشماوي حيث استغل الشاعر مناسبة العيد في التذكير بكل أحزاننا وفقدنا وجراحنا، بل هو أبدع في قصيدته عندما رسم من خلال الأبيات صورة واضحة لواقع مؤسف.. يقول الشاعر في افتتاحية القصيدة: أقبلت يا عيد والأحزان أحزان وفي ضمير القوافي ثار بركان أقبلت يا عيد والرمضاء تلفحني وقد شكت من غبار الدرب أجفانهكذا يواصل الشاعر ترحيبه بالعيد، بمزيد من الألم والحسرة واللوعة والمعاناة على واقع لا يتغير من عيد إلى عيد يأتي العيد ويرحل ويأتي عيد بعده والجراح نفس الجراح والنزف مستمر، أبيات الشاعر تمثل صورة صادقة لقلب يتقطع حزنا، لا يستطيع أن يفرح ولا يستطيع أن يشارك العالم أفراحه فالجراح مازالت مستمرة والقلوب خاوية من الفقد والرحيل هي قصيدة طويلة تستوقفني أبياتها المليئة بالتساؤل والدهشة والخيبة بخاصة تلك الأبيات التي تطرح تساؤلا لا جواب له. أقبلت يا عيد والأحزان نائمة على فراشي وطرف الشوق سهرانمن أين نفرح يا عيد الجراح وفي قلوبنا من صنوف الهم ألوان ويستمر في تساؤله المؤلم يبحث عن الأحبة الذين غابوا وغاب معهم الفرح أين ذهبوا ولماذا رحلوا وكيف أخذوا أفراحنا معهم أين الأحبة لا غيم ولا مطر ولا رياض ولا ظل وأغصان أين الأحبة لا نجوى معطرة بالذكريات ولا شيح وريحان أين الأحبة لا بدر يلوح لنا ولا نجوم بها الظلماء تزدان أين الأحبة وارتد السؤال إلى صدري سهاما لها في الطعن إمعان