18 سبتمبر 2025
تسجيلالواقع أن مجموعة من العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أسهمت في استفحال هذه المشكلة التي ولدها الاستعمار، بالإضافة إلى عاملي الجغرافيا والتاريخ، وسنعرض في هذا المحور لمسارات العلاقات بين الشمال والجنوب عبر مراحلها التاريخية.أولاً: مراحل انتشار الإسلام في جنوب السودان:1- العهد السناري: (مملكة الفونج 1504م/1821م): عرف جنوب السودان الإسلام في القرن العاشر الهجري، أي بعد قيام مملكة سنار عام 1505م، وتذكر الروايات أن أصل الفونج (مؤسسو مملكة سنار) من قبيلة الشلك، وهو ما يؤكد اتصال مملكة سنار بقبائل جنوب السودان ودخول الإسلام إلى بعض مناطق الجنوب.2- العهد التركي: (1821م-1885م): يؤكد المؤرخون أن جنوب السودان عرف بصورة واسعة بعد الفتح التركي للسودان 1821م، فقد انتشر الإسلام في جنوب السودان بواسطة الجنود الأتراك والمصريين والتجار المسلمين من العرب والأتراك والسودانيين، وكان هناك اتصال كثيف بين أهالي جنوب السودان والجنود والإداريين الأتراك والمصريين، حيث عمل بعض مواطني الجنوب في خدمة الإدارة التركية حمّالين ومترجمين وجنوداً كما أسهمت المراكز الإدارية والمدن والمحطات التركية في نشر الإسلام في جنوب السودان، مثل: فشودة، والتوفيقية، وبور، ومنقلا، وشامبي، وغندكرو، وغيرها من المحطات، وقد كان على رأس مديرية "فشودة" راشد بك أيمن عندما قامت الثورة المهدية.3- الثورة المهدية: (1885م-1898م):تمدد الإسلام جنوبا في عهد الثورة المهدية في نطاق محدود، تمثل في دخول بعض ملوك الشلك في الإسلام، وبعض سلاطين الدينكا مثل: السلطان (كول أروب) سلطان دينكانقوك في مناطق أيبي، وقد شاركت القبائل الجنوبية في الجهاد مع الثورة المهدية، وكانت إرهاصات الثورة قد بدأت في بحر الغزال عام 1881م، وذلك عندما قام بعض زعماء القبائل بزيارة المهدي في قدير وأعلنوا انضمامهم إليه.وبالله التوفيق