06 نوفمبر 2025

تسجيل

بحر الدموع

19 يوليو 2014

من نفائس وبديع ما كتبه الإمام ابن الجوزي رحمه الله، يقال إنه آخر ما كتبه حمل عنواناً هو " بحر الدموع "، " كان رحمه ورعاً، زاهداً في الدنيا، متقلّلاً منها، لا يأخذ شيئاً إلاّ بعد التيقن من حله، قوي البديهة، حاضر الذهن، جريئاً في الحق ". قال عنه موفق الدين ابن قدامة رحمه الله " إمام أهل عصره في الوعظ ". كتاب حري أن يُقرأ وتتأمل عباراته وكلماته، تقرأ السطور الأولى من كل فصل، وهو اثنان وثلاثون فصلاً فتقف حقاً على "بحر الدموع" إنها " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " نأتي على بعضها:- *" يا أسير دنياه، يا عبد هواه، يا موطن الخطايا،ويا مستودع الّرزايا، اذكر ما قدمت يداك.. " *" إخواني، إلى كم تماطلون بالعمل، وتطمعون في بلوغ الأمل، وتغترون بفسحة المَهَل، ولا تذكرون هجوم الأجل؟..".*" إخواني قيّدوا هذه النفوس بزمام، وازجروا هذه القلوب عن الآثام، واقرؤوا صُحف العبر بألسنة الأفهام"*" إخواني: انتبهوا من غفلتكم، فنوم الغفلة ثقيل، وشمّروا لآخرتكم، فإنما الدنيا منزل،وفي طريقها مقيل ". *" إخواني: الدنيا سمومٌ قاتلة، والنفوس عن مكائدها غافلة. كم من نظرة تحلو في العاجلة، ومرارتها لا تُطاق في العاقبة الآجلة ".*" يا من عَمِيَ عن طريق القوم، عليك بإصلاح نور البصر، القلب المظلم يمشي في شوك الشك وما عنده خبر ". *" يا تائهاً في الضلال بلا دليل ولا زاد، متى يوقظك منادي الرحيل فترحل عن الأموال والأولاد؟". نعوذ بالله من سوء الخاتمة، ونستغفره من الذنوب المتقادمة. " أخر الكلام "" يا غافلاً عن مصيره، يا واقفاً مع تقصيره، سبقك أهل العزائم، وأنت في بحر الغفلة عائم، قف على الباب وقوف نادم، ونكّس رأس الّذل وقل: أنا ظالم، ونادِ في الأسحار: مذنب وراحم، وتشبه بالقوم وإن لم تكن منهم وزاحم..".