19 سبتمبر 2025
تسجيلعندما تذكر السّياسة يتحسس الناس بطونهم ويبحثون بسرعة عن دواء (أندروس) الفوّار أو (إينو) للقضاء على حالة الغثيان التي تنتابهم جراء ذكر السّياسة قاتلها الله.. كثيرون يعتقدون يقينا أن لا فرق بين السّياسة والنفاق؛ فالاثنان وجهان لعملة واحدة، واليوم نبتعد قليلا من السياسة بيد أنه قد نقترب منها؛ فكيف ذلك؟. كم في دنيانا أو مجتمعنا من طائر مذبوح يستمتع قاتلوه برقصته ويشربون على أنغامها دمه المهدر ظناً منهم أنهم يشربون نخب الانتصار وهي ليست إلا نخب التشفي والانتقام.. أسوأ أنواع الحرب تلك الحرب السرية التي تدار عبر عالم سُفلي.. أحقاد الإنسان على أخيه الإنسان بلغت دركا سحيقا.. أحيانا قد يشعر المرء وهو متألم أنه يرقص رقصة الفلامنكو، فليس بالضرورة أن دواعي الرقص الطرب والفرح، فقد يرقص الطائر المذبوح من الألم.. ومعلوم أن الفلامنكو هو نوع من الموسيقى الإسبانية، وفي أصلها نشأت في الأندلس ماضي المسلمين الزاهي في منتصف القرن التاسع عشر.. هناك عدة فرضيات لأصل الاسم، لكني أميل لفرضية أن يكون أصل الاسم هو (الفلاح المنكوب) أو (فلاح منغو) مِن (فلاح من غير أرض) وهم فلاحون أصبحوا بلا أرض، فاندمجوا مع الغجر وأسسوا ما يسمى بالفلامنكو كمظهر من مظاهر الألم التي يشعر بها الناس بعد إبادة ثقافتهم.قال لي ذات مرة رجلا: (ألم تر فلانا يسجن أصبعه في خاتم فخيم بفاروصة مثل ثمرة العنب بيضاوية الشكل والفخامة تشير إلى الضخامة والغرابة في آن واحد).. تساءلت ببراءة وماذا في ذلك؟؛ فقالوا إنها غالباً واحدة من الممارسات الجاهلية.. من قبل كانت أقصى التوصيفات السالبة تذهب إلى أن المرأة التي ترتدي خاتماً كبير حجم غريب الشكل، أنها امرأة متناقضة متقلبة تميل إلى القلق والمعاناة العاطفية.. لكن اليوم هناك ما يشيب الرؤوس.السحر أو ما يعرف بـ (العمل) من الممارسات المخزية في مجتمعنا والتي أضحت أكثر ضراوة في حاضرنا المنكوب.. السياسيون تبعوا الرياضيين وتفوقوا عليهم في إدارة معاركهم السياسية مع خصومهم عبر السحر والسحرة.. انتشار مراكز العلاج بالقرآن يشير إلى وعي المجتمع بحتمية البعد عن علاج السحر بالسحر، لكن في نفس الوقت يشير هذا الانتشار إلى ازدياد هذه الممارسة غير الأخلاقية التي تنم عن نفس خبيثة.. الإسلام وقف من السحر موقفا حاسما، فسدّ كل طريق يؤدي إليه، وحرّم تعلمه وتعليمه وممارسته، منعا لضرره.. فالسحر كما أخبر الله عنه طريق للفساد وسبب للضرر بين الناس، وهو فوق ذلك كله سبب للكفر بالله سبحانه والخروج عن دينه وشرعه والعياذ بالله.عالم الجن والشياطين عالم غيبي، لا نراه ولا نسمعه، بيد أن من يتعامل مع تلك العوالم لاشك فيه خصلة تنم عن الجبن والخسة الناتجة عن سوء تربية الإنسان لنفسه.. فهذا العالم يشكل العدو الخفي والأشد ضراوة على الإنسان، فهو لا يفتأ يفسد أخلاقه وعقيدته، ويورث بينهم العداوة والبغضاء، لذلك فلا غرو أن تتواتر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في بيان خطر هذا العدو، وسبل إضلاله وإفساده، حتى يحذره الناس، ويكونوا في مأمن من مكره وشره..الوقاية المانعة من شر الجن أن يقرأ الإنسان ما جاءت به السنة مما يتحصن به منهم مثل آية الكرسي، فإن آية الكرسي إذا قرأها الإنسان في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح.. الشيخ ابن تيمية جمع الأذكار التي تقي من شرور السحر في كتابه (الكلم الطيب)، والنووي في كتابه (الأذكار) والشيخ عبد العزيز بن باز في كتابه (تحفة الأخيار) والشيخ القحطاني في كتابه (حصن المسلم). فعلى المسلم حفظ هذه الأذكار وترديدها ليحفظه الله من كيد الشياطين والعباد) والله الحافظ.. الملاحظة الجديرة، أنه رغم تفاقم المشكلة إلا أن حركة التثقيف والتوجيه لا تتناسب مع يقتضيه من معالجة وحماية للمجتمع فالمسؤولية مشتركة بين وزارتي الإرشاد والرعاية الاجتماعية فضلا عن دور منظمات المجتمع المدني.