03 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حين ظهر الإسلام في جزيرة العرب، كانت فلسطين تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية، وتطلع المسلمون إليها لعدة أسباب منها قربها من موطنهم، وكذلك قداسة أراضيها باعتبارها مسرى نبيهم، وأولى قبلتيهم، وما حوته من مقدسات أخرى للديانات المختلفة، ولأن أهلها ينتسبون عرقا ودما إلى القبائل العربية وأصولها في جزيرتهم. قبل وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام جهز جيشاً بقيادة أسامة بن زيد وأمره أن يوطئ الخيل البلقاء والداروم في فلسطين، فأكمل الخليفة الراشدي أبو بكر الصديق رضي الله عنه النهج، فاختار عمرو بن العاص لفتح فلسطين وتحريرها، فالتقى المسلمون بقيادة يزيد بن أبي سفيان بالروم في وادي عربة وذلك عام 634م، والروم يومئذ بقيادة سرجيوس بطريق فلسطين، ونجح المسلمون في دحر الروم لكنهم اضطروا للتراجع إلى غزة بعد موت الكثير منهم، واستطاع عمرو بن العاص هزيمة الروم في أجنادين بين الرملة وبيت جبرين، فاضطر الروم بقيادة الأرطبون للتراجع نحو بيت المقدس، أضف إلى ذلك ما حققه المسلمون من نصر في اليرموك مما أخضع الشام لهم.كان الخليفة أبو بكر قد توفي وتولي الخلافة بعده عمر بن الخطاب، وقام المسلمون بحصار بيت المقدس لمدة أربعة أشهر اشترط بعدها البطريرك صفرونيوس أن يسلم المدينة لعمر بن الخطاب شخصياً، فقبل عمر وتسلم المدينة وكتب لأهلها ما عرف بعد ذلك في التاريخ الإسلامي باسم "العهدة العمرية"، لينتشر الإسلام في فلسطين، وليزداد ويتجدد الوجود العربي فيها، وإن كانت علاقات الجزيرة العربية لم تنقطع معها على مر التاريخ، وذلك لارتباطها بمسرى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وكونها أول قبلة للمسلمين قبل تحويل القبلة إلى الكعبة، إضافة إلى الآيات القرآنية وأحاديث الرسول عنها ومجموعة الغزوات التي جرت على أرضها.بعد الفتح العربي الاسلامي لفلسطين، وتحرير أهلها من حكم الرومان، أصبحت اللغة العربية هي اللغة السائدة، وتدفقت القبائل العربية إليها، وازدادت على أسس عسكرية واقتصادية، وخصوصاً بعد اتخاذ مراكز للجند "معسكرات" في طبريا واللد، كما وضعت حاميات في قيسارية وعسقلان ومنحت الأراضي لتوطينها في عهد الخلفاء عمر وعثمان رضي الله عنهما، وبنيت مدينة الرملة وأعيد أعمار المسجد الأقصى في عهد الأمويين، ومنحت الأراضي وأقطعت القطائع بامتلاك المناطق النائية غير المأهولة والتي لاحق لأحد فيها.ومن القبائل التي جاءت إلى فلسطين وسكنت فيها بعد التحرير الاسلامي لعربها من الروم، غسان سكنت في اليرموك والجولان، والأشعريين سكنوا في طبريا ومدين في ما بين تبوك والعريش وبيت جبرين، وسكن أريحا جماعة من قبائل قيس وقريش، كما نزلت قبائل من لخم بين مصر والشام، وسكن بنو بكر منطقة جنين وآخرون من مضر في نابلس.كان عمرو بن العاص أميراً على فلسطين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، فلما سار لفتح مصر استخلف أبا عبيدة بن الجراح الذي جعل يزيد بن أبي سفيان أميراً على فلسطين، ومات أبو عبيدة في طاعون عمواس فاستخلف معاذ بن جبل على إمارة الشام، ومات معاذ فاستخلف يزيد بن أبي سفيان الذي وضع أخاه معاوية أميراً على فلسطين فأقره الخليفة عمر، ولما توفي يزيد تولي معاوية إمارة الشام فأصبح علقمة بن مجزر أميراً على فلسطين.في العهد الأموي كانت فلسطين تابعة لدمشق يحكمها سليمان بن عبدالملك، ومن أعظم آثار تلك الفترة بناء مسجد قبة الصخرة المشرّفة في الموضع الذي عرج منه النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء ليلة الإسراء والمعراج، والمسجد الأقصى الحالي الذي أتم بناءه الوليد بن عبد الملك وهو البناء الذي ما زال قائماً حتى اليوم، ومدينة الرملة التي بنى فيها سليمان بن عبد الملك قصره الشهير والمسجد الأبيض.بعد انتهاء حكم الدولة الأموية أصبحت فلسطين تابعة للدولة العباسية، وزارها الخليفة المأمون وولده المهدي، وفي ظل الدولة العباسية ازدادت عملية التعريب ونشأت أجيال جديدة نتيجة التزاوج بين الفاتحين العرب وأهل البلاد.وفي القرن الثالث الهجري ونتيجة لضعف قبضة الدولة العباسية على أجزاء كثيرة من فلسطين، استطاع الطولونيون السيطرة على لبنان وسوريا ومصر وفلسطين. ومن الآثار الشهيرة خلال فترة حكمهم تحصين ميناء عكا.