12 سبتمبر 2025

تسجيل

الأديب الطبيب نجيب الكيلاني (2)

19 يوليو 2014

باهتمام خاص، حيث « الطريق الطويل » حظيت راوية اشترت منها وزارة التربية كميات كبيرة للمدارس الثانوية بعد أن قررت تدريسها على التعليم الثانوي بمصر. وترصد الرواية قصة أسرة مصرية فقيرة تكافح من أجل تعليم أبنها وتحرز نجاحاً كبيراً مع وجود المعوقات والصعوبات المادية والاجتماعية، وخلال أحداث الرواية تظهر الروح الإسلامية المتسامحة، تبلورت فيما بعد في بقية روايته وقصصه.لجأ الكيلاني إلى التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية يستقي منهما كرافدين لأعماله الروائية والقصصية، فكتب مجموعة من الأعمال المهمة التي قدمت التاريخ والسيرة في أسلوب قصصي جيد، يحقق المتعة والفائدة في آن واحد، فضلا عن قدرته على اختيار الأحداث والشخوص التي تمثل معادلا للواقع المعاصر بأحداثه وشخوصه، ويمكن القول: إن التاريخ كان منجماً ثرياً استدعاه الكيلاني أو صاغه من جديد في صورة روائية ليعالج من خلاله واقعاً راهناً مواراً بالأحداث والأحزان والآمال في لغة فنية تحقق ما يسمي بالسهل الممتنع، ومن أبرز أعماله الروائية: ،« أرض الأنبياء » ،« قاتل حمزة » ، في جزءين « نور الله » ،« النداء الخالد » ،« اليوم الموعود » ،« مواكب الأحرار » ،« الربيع العاصف » ،« رأس الشيطان » ،« أرض الأشواق » ،« ليل العبيد » ،« عمر يظهر في القدس » ،« طلائع الفجر » ابتسامة في قلب » ،« الرايات السوداء » ،« عذراء القرية » ..« دم لفطير صهيون « و ،« حارة اليهود » ،« شيطان يسجله « دم لفطير صهيون » والهدف من هذه القصة الكيلاني في السطور التالية: إن حقد الصهيونية على المسيحية قديم، ومؤامراتها » ضد الإسلام والمسلمين لا تخفى على أحد، وليس وراء هذه القصة من هدف سوى أن تعيد للأذهان حلقة من سلسلة طويلة من العداء الصهيوني، ضد الإنسانية جمعاء، لعل العالم المسيحي والعالم الإسلامي أيضا يدركان خطر الموقف، وما يحفل به المستقبل من كوراث يطويها الحقد الصهيوني في قلبه الأسود منذ قرون طويلة، ولعل ذلك يكون ناقوساً يدق في عنف يوقظ النيام وسماسرة السياسة، والمتلاعبين بالألفاظ، وأدعياء البطولة، كي يعلموا أن الأمر جد خطير وأن .« المعركة حاسمة وإلى جانب التاريخ والسيرة فإن الكيلاني قد غزا ميداناً بكراً لم يتجه إليه أحد قبله، وهو صياغة تاريخ المسلمين المظلومين في عديد من الدول والمناطق، حيث قامت قوى الشر بالتعتيم على مأساتهم وما جرى لهم، مثلما جرى في تركستان، وإندونيسيا، ونيجريا، وإثيوبيا، لقد تكشفت هذه المأساة مؤخرا بسقوط الاتحاد السوفيتي والدول التابعة له، وعرف الناس من خلال الأحداث الدامية في القوقاز والبوسنة والهرسك، وأريتريا، وإثيوبيا أن هناك مسلمين مضطهدين محرومين من دينهم من ناحية، ومن أشقائهم المسلمين في بلاد العرب وغيرها من ناحية أخرى. كان الكيلاني من أسبق الكتاب العرب، الذين عرفوا الظل « و « عمالقة الشمال » بهؤلاء الضحايا فكتب .« عذراء جاكرتا « و « ليالي تركستان « و « الأسود وتعتبر هذه السلسلة من الروايات الإسلامية المعاصرة أول عمل يعالج قضايا العالم الإسلامي ومشاكله المعاصرة.