15 سبتمبر 2025

تسجيل

حرب الشوارع

19 يوليو 2007

بجوار مقالي في هذه الصفحة تشاهدون صورا لاستعراضات يقوم بها عدد من الشباب في الشوارع بطريقة جنونية، تقود إلى الموت بنهاية المطاف، إن لم تكن في هذه المرة، أو المرة الثانية أو الثالثة. . ، فإن المرة الرابعة لن ينجو من الحادث من يقوم بمثل هذه الاستعراضات. لا يكاد يمر يوم واحد إلا ونسمع عن وفيات جراء حوادث، غالبيتها من السرعة والاهمال في القيادة، وهذا أمر مؤسف ومحزن، خاصة أن الفئة التي تذهب ضحية الحوادث هي في ريعان الشباب، ويؤمل المجتمع عليهم الكثير في التنمية، ولكن إذ بنا نفتقدهم في لحظات من التهور والرعونة.مسؤولية هذه التصرفات والسلوكيات لا تقع على الأسرة فحسب، التي في كثير من الأحيان تكون ضحية ومكلومة في أبنائها، ولا على الداخلية وأجهزتها الأمنية أو إدارة المرور. . . . ، المسؤولية يتحملها المجتمع بأفراده ومؤسساته المختلفة،. . . ، المدرسة عليها دور. . خطباء المساجد. . الهيئة العامة للشباب. . اللجنة الأولمبية. . هيئة الصحة. . المجلس الأعلى للتعليم. . وزارة التربية والتعليم. . جامعة قطر. . ، هذه المؤسسات وغيرها جميعها عليها دور، وإن كان تتفاوت نسبته من جهة لأخرى، لكن الجميع يتحمل المسؤولية، وليس هذا فقط، بل إن الأفراد البارزين أو الذين يتولون مناصب قيادية وإدارية عليا في المجتمع، أو الشخصيات العامة عليها أدوار كذلك، فهي تمثل قدوة، وسلوكها محل مراقبة وتقليد من قبل الشباب، وهو ما يعني ضرورة إعطاء صورة إيجابية للآخرين.السلوكيات المنحرفة لدى الشباب لا يمكن معالجتها بالعقاب فقط، فمهما وضعت من قوانين وعقوبات صارمة فإن الالتفاف عليها ممكن، إذا لم يكن هناك وزاع داخلي يمنع الشخص من القيام بها، صحيح أن مثل هذه القوانين ستحد من ارتكاب السلوكيات المنحرفة والخاطئة، لكنها لن تقضي عليها بصورة نهائية، وبالتالي لابد من تكاتف الجميع من أجل حماية المجتمع من هذا النزيف المستمر للوفيات جراء الحوادث، التي باتت تشكل أرقاما مخيفة في مجتمع تعداد سكانه محدود. فإذا كانت بعض الدول يسقط أبناؤها جراء حروب على جبهات القتال، فإن شبابنا يسقطون ضحايا حرب أيضاً، ولكن ليس على جبهات القتال، إنما في الشوارع، في حرب الشوارع، التي أشبه ما تكون بحروب قتالية على الجبهات.هذا النزيف المتواصل لابد أن يدفع المجتمع لاستنفار قواه من أجل إيجاد حلول له، ومعرفة مكامن الخلل، والوقوف على الأسباب الحقيقية التي تدفع الشباب للإقدام على مثل هذه السلوكيات، والعمل على علاجها بطرق وأساليب بعيدة عن التقليدية أو التكرار، خاصة أن هناك أساليب قد جربت ولكن أثبتت فشلها، بالتالي يجب البحث عن أساليب وطرق جديدة تجعل من الشباب يمتنع تلقائيا من الإقدام على الاستعراضات المميتة، أو السرعة القاتلة.