12 سبتمبر 2025

تسجيل

كنوز اللهجة الشعبية

19 يونيو 2016

اللهجة وسيلة للتخاطب، وهي وعاء الأدب الشعبي والتراث الشفاهي، وتدوينها مهم لحفظ التراث للأجيال القادمة. واللهجة الشعبية القطرية القديمة حافلة وزاخرة بالتنوع والدلالات والكنوز التي أصبح أبناء الجيل الحالي لا يعرفونها وإن عرفوا بعض الجمل والكلمات استصعبوا نطقها للأسف لذا يتحتم على الجهات المختصة تدوين اللهجة كلغة لها قاموسها ومصطلحاتها ودلالاتها وجذورها، فاللهجة هي ثمرة التمازج السكاني والعوامل البيئية وهي دليل وحدة الأرض والمكان، وإثبات الأصل الواحد وللأسف اندثر الكثير من المفردات الشعبية والبقية مهددة بالاندثار بعد أن استحدث الجيل الحالي لهجة بعيدة عن اللهجة الأم مليئة بالكلمات والمصطلحات الدخيلة، حيث إن اللهجة الشعبية القطرية تسعون بالمائة منها من فصيح اللغة العربية تمتد جذورها في اللغة امتدادا عميقا، لذا نشعر بحسرة عميقة من اندثارها فهي لغة البر والبحر ولغة الغوص ولغة الحياة التي عاشها الأجداد وتحدثوا بها، وهي ما تبقى منهم بعد الرحيل. لو دققنا في هذه اللهجة لوجدنا الاختلافات والفروقات الجميلة التي تجعل لهذه اللهجة انتماءها وتثبت هوية المتحدث بها، فلهجة أهل الصحراء قريبة إلى الفصحى ومصطلحاتها قاسية تأتي من قسوة البيئة الصحراوية، والرائع في هذه اللهجة أن كل مصطلح يحمل أكثر من معنى، تماما كما نجد في جماليات اللغة الفصحى. لهجتنا الشعبية ليست وليدة الحياة العصرية إنما هي امتداد للهجات القبائل العربية تحمل فكرا وثقافة وأجواء بيئات مكانية، كان لها الدور الأكبر في تشكيل هذه اللهجة لذا من المهم تدوينها في معاجم مكتوبة ومنطوقة لنحافظ عليها وندرسها للأجيال، فهي إرث ثقافي وموروث أدبي، وهي الجذور التي نمتد منها جميعا فلا تقطعوا هذه الجذور.