16 سبتمبر 2025
تسجيلو" سنغيب يوماً وتبقى حروفنا، صورنا، كتاباتنا شواهد إما لنا وإما علينا، فلنختر لأنفسنا ":- اذكر اسم من إذا أطعته أفادك، و إذا أتيته شاكراً زادك، و إذا خدمته أصلح قلبك وفؤادك. أيها الغافل : ما عندك خبر منك ! فما تعرف من نفسك إلا أن تجوع فتأكل، وتشبع فتنام، و تغضب فتخاصم، فبم تميزت عن البهائم ! ما اجتمع لامرئ أمله، إلا وسعى في تفريطه أجله. من أحب تصفية الأحوال، فليجتهد في تصفية الأعمال. من تَفَكَّر في عواقب الدنيا أخذ الحذر، ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر. ما من عبد أطلق نفسه في شيء ينافي التقوى وإن قلَّ إلا وجد عقوبته عاجلة أو آجلة. من عرف شرف العمر وقيمته لم يفرط في لحظة منه. فلينظر الشاب في حراسة بضاعته. وليحتفظ الكهل بقدر استطاعته. وليتزود الشيخ للحاق جماعته. ولينظر الهرم أن يؤخذ من ساعته. فالله الله في العلم بالعمل، فإنه الأصل الأكبر، والمسكين كل المسكنة من ضاع عمره في علم لم يعمل به، ففاتته لذات الدنيا وخيرات الآخرة، فقدم مفلسا، مع قوة الحجة عليه. لا يمكن تحقيق النجاح إلاّ إذا أحببت ما تقوم به. من قلّ حياؤه قل ورعه. ما قرعت أبواب السماء بمثل مفاتيح الدعاء. ما أقل من يعمل لله تعالى خالصاً، لأن أكثر الناس يحبون ظهور عبادتهم، اعلم أن ترك النظر إلى الخلق، ومحو الجاه من قلوبهم بالعمل وإخلاص القصد وستر الحال هو الذي رفع من رفع. الحذر الحذر من المعاصي فإنها سيئة العواقب، والحذر الحذر من الذنوب خصوصًا ذنوب الخلوات، فإن المبارزة لله تعالى تسقط العبد من عينه سبحانه، ولا ينال لذة المعاصي إلا دائم الغفلة. منتهى الخيبة أن يحبك الناس في الله لما يظهر لهم منك، لكن الله يبغضك لما يظهر له منك في السر. نسأل الله السلامة.