11 سبتمبر 2025

تسجيل

عمر المختار (من ليبيا) (1-2)

19 يونيو 2016

ينتسب عمر المختار إلى إحدى كبريات قبائل المرابطين ببرقة. ولد عام 1862م في قرية جنزور بمنطقة دفتة في الجهات الشرقية من برقة التي تقع على الحدود المصرية.تلقى عمر المختار تعليمه الأول في جنزور، ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة على كبار علماء و مشايخ السنوسية وخاصة الإمام المهدي السنوسي، فدرس العربية والعلوم الشرعية والقرآن الكريم، وتناولته الألسن بالثناء بين العلماء، وأعيان المدن حتى قال فيه الإمام المهدي واصفاً إياه: (لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختارلاكتفينا بهم) وبعد وفاة الإمام المهدي السنوسي عام 1902م تم استدعاؤه حيث عين شيخا لزاوية القصور. عاش عمر المختار حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها في 29 سبتمبر 1911م عندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا، وبدأت البارجات الحربية تصب قذائفها على الساحل الليبي، درنة وطرابلس وطبرق وبنغازي. تجمع المجاهدين حيث ساهم في تنظيم حركة الجهاد والمقاومة. وتوالت الانتصارات الأمر الذي دفع إيطاليا أن تغير خططها، فأمر موسوليني، حاكم إيطاليا آنذاك، بتغيير القيادة العسكرية، حيث عين بادوليو حاكماً عاما على ليبيا، وتظاهر الحاكم بالرغبة في السلام، واستجاب الشيخ لنداء السلام، فذهب كبيرهم للقاء عمر المختلر في سيدي أرحومة في 19 يونيو سنة 1929م ولكن لم يكن الغرض هو التفاوض، ولكن المماطلة وشراء الوقت لتلتقط قواتهم أنفاسها، وقصد الغزاة الغدر والدس عليه وتاليب أنصاره عليه. وعندما وجد عمر المختار أن تلك المفاوضات تطلب مغادرته البلاد إلى الحجاز أو مصر أو البقاء في برقة وإنهاء الجهاد مقابل الأموال والإغراءات ، رفض عمر المختار كل تلك العروض وكمجاهد فضل مواصلة الجهاد حتى النصر أو الشهادة. وفي 11 سبتمبر اشتبكت قوات عمر المختاربقوات العدو من الطليان، ولكن قتلت فرسته تحته وسقطت على ذراعه، وشلت حركته نهائياً، وحاصرته قوات العدو، ثم وضع في طراد نقله رأساً إلى بنغازي حيث السجن الكبير، ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً خوفاً من المجاهدين.في صبيحة يوم 15 سبتمبر 1931م وقبل المحاكمة رغب غرسياني حاكم ليبية الحديث مع عمر المختار ويذكر غرسياني في كتابه (برقه المهداه): (وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أني أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية، يداه مكبلتان بالسلاسل.. وها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ..)