28 أكتوبر 2025
تسجيلثانيًا: الاستغفار في السنة النبوية: وردت أحاديث كثيرة في السنة النبوية المطهرة يبين لنا فيها المصطفى - صلى الله عليه وسلم- فضل الاستغفار وأنه صلوات الله عليه وسلامه كان دائم التوبة والاستغفار مع أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومنها: عن الأغر المزني - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنه ليجان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة))، قال الإمام النووي - رحمه الله-: قوله - صلى الله عليه وسلم-: ((إنه ليجان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة))قال أهل اللغة: الغين بالغين المعجمة والغيم بمعنى والمراد هنا ما يتغشى القلب قال: القاضي قيل المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه، فإذا فتر عنه أو غفل عد ذلك ذنبًا واستغفر منه، قال: وقيل هو همه بسبب أمته وما اطلع عليه من أحوالها بعده فيستغفر لهم وقيل سببه اشتغاله بالنظر في مصالح أمته وأمورهم ومحاربة العدو ومداراته وتأليف المؤلفة ونحو ذلك فيشتغل بذلك من عظيم مقامه فيراه ذنبا بالنسبة إلى عظيم منزلته وأن كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال فهي نزول عن عال درجته ورفيع مقامه من حضوره مع الله - تعالى- ومشاهدته ومراقبته وفراغه مما سواه فيستغفر لذلك وقيل يحتمل أن هذا الغين هو السكينة التي تغشى قلبه لقوله - تعالى- فانزل السكينة عليهم ويكون استغفاره إظهارا للعبودية والافتقار وملازمة الخشوع وشكرًا لما أولاه.وعن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال أبو هريرة، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((و الله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة))، وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب)).وعن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ((طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا))، وعن عكرمة- رضي الله عنه- قال: قال أبو هريرة- رضي الله عنه-: "إني لأستغفر الله - عز وجل - وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة، وذلك على قدر ديتي". وعن أبى هريرة - رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ((و الله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة))، وعن الزبير - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: ((من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار))، وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ((قال الله- تبارك وتعالى-: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة))، وعن أبى هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكي عن ربه - عز وجل- قال: ((أذنب عبد ذنبًا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال- تبارك وتعالى-: أذنب عبد ي ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال- تبارك وتعالى-: عبد ي أذنب ذنبًا فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال- تبارك وتعالى-: أذنب عبد ي ذنبًا فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب واعمل ما شئت فقد غفرت لك)).