13 سبتمبر 2025
تسجيلمصدر أخلص يُخْلِصُ وهو مأخوذ من مادة (خ ل ص) التي تدل على تنقية الشيء وتهذيبه وخلص خلوصاً: صار خالصاً، والخالص: كل شيء أبيض يمتاز بالصفاء كالثلج. والمُخْلَص: الذي أخلصه الله تعالى وجعله مختاراً خالصاً من الدنس. وقال ابن منظور في لسان العرب: خَلَصَ الشيء بالفتح، يَخْلُص خُلُوصاً وَخَلاصاً إذا كان قد نشِبَ ثم نجا وَسَلِمَ، وأخلص الشيء: اختاره، قال تعالى: (إلا عبادك منهم المخلصين) والمُخْلَصِين، قال ثعلب: يعني بالمُخْلَصِين الذين أخلصوا العبادة لله تعالى، وبِاْلَمُخُلِصين الذين أخلصهم الله تعالى، فاْلمُخْلَصُونَ المُخْتَرُون، وَاْلمُخْلِصُونَ: الموحدون، ولذلك قيل لسورة (قل هو الله أحد) سورة الإخلاص، قال ابن الأثير: لأنها خالصةٌ في صفة الله تعالى وَتَقَدَّسَ، أو لأن اللاَّفِظَ بها قد أخلص التوحيد لله تعالى، وكلمة الإخلاص: كلمة التوحيد، والإخلاص في الطاعة: ترك الرياء. الإخلاص في الاصطلاح:هو ترك الرياء والسمعة، وهو إسلام الوجه لله تعالى بإخلاص القصد والعمل له. وقيل: هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة، وقيل: تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين، وقيل: استواء أعمال العبد في السريرة والعلانية، وقيل: تصفية العمل من كل شَوْب. وقال الكَفَوِيُّ: الإخلاص هو القصد بالعبادة إلى أن يُعْبَدَ المعبود بها وحده، وقيل: تصفية السِّرِّ والقول والعمل. وقال المناوي: الإخلاص: تخليص القلب من كل شَوْبٍ يُكَدِّرُ صفاءه، فكل ما يُتَصَوَّرُ أن يشوبه غيره فإذا صفا عن شوبه وخلص منه يسمى خالصاً.وقيل: الإخلاص عملٌ يعين على الخَلاَصِ. وقيل الخُلاَصُ عن رؤية الأشخاص. وقيل تصفية العمل من التهمة والخلل. وقال الجرجاني: الإخلاص: ألا تطلب لعملك شاهداً غير الله تعالى. وقيل: تخليص القلب عن شائبة الشَّوْبِ المُكَدِّرِ لصفائه – الفطري – وتحقيقه أن كل شيء يُتَصَوَّرُ أن يشوبه غيره، فإذا صفا عن شوبه وَخَلُصَ عنه يسمى خالصاً. قال تعالى: (من بين فرث ودم لبناً خالصاً) فإنما خُلُوصُ اللبن أن لا يكون فيه شوبٌ من الفرث والدم، ومن كل ما يمكن أن يمتزج به. حقيقة الإخلاص:قال الراغب عن حقيقة الإخلاص: إنه ترك الرياء. وقال الفُضَيْلُ بن عياض: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجلهم شرك، والإخلاص: الخلاص من هذين. وفي رواية عنه: والإخلاص: أن يعافيك الله منهما. وقيل: من سَلِمَ له من عمره لحظةٌ خالصةٌ لوجه الله نجا، وذلك لعزة الإخلاص وَعُسْرِ تنقية القلب عن هذه الشوائب، بل الخالص هو الذي لا باعث له إلا طلب القرب من الله تعالى. وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية: أن إخلاص الدين هو الذي لا يقبل الله تعالى سواه، وهو الذي بعث الله به الأولين والآخرين من الرسل، وأنزل به جميع الكتب، واتفق عليه أئمة أهل الإيمان، وهذا هو خلاصة الدعوة النبوية، وهو قطب القرآن الذي تدور عليه رَحَاهُ. إذن الإخلاص هو تصفية السِّرِّ والقلب والعمل، والخالص هو الذي لا باعث له إلا طلب الحق، والإخلاص لا يكون إلا بعد الدخول في العمل، والإخلاص لله هو ألا يفعل الْمُخْلِصُ فعلاً إلا لله تعالى.