11 سبتمبر 2025
تسجيلزارني ذات يوم الخطيب والشيخ الحبيب مكرم ضيوف الرحمن بحملته للحج والعمرة المعروفة في قطر حملة طيبة أحمد بن يوسف الملا وسألني هل زرت المدينة فقلت للأسف لم أزرها بعد وإن كان العزم معقودا، فالعادة عند الكثير من أهل الخليج زيارة مكة المكرمة للعمرة والحج وعدم زيارة المدينة المنورة. فعرض علي زيارتها صحبته فلبيت الدعوة وقبل أن نذهب للمدينة أخذنا عمرة ومنها انطلقنا إلى المدينة وكان دخولنا لها فجرا قبيل الأذان الأول وصلينا في المسجد النبوي الشريف وبعد أن سلمنا على النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه أخذنا جولة في الحرم وعلمني فيها الملا كل شيء عن الحرم من توسعة وآثار. وخرجنا بعد الشروق لزيارة البقيع ومنه إلى جبل أحد وزرنا الشهداء-رضي الله عنهم- وفي مقدمتهم سيد الشهداء سيدنا حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم انتقلنا إلى قباء حيث صلينا بها ركعتين نفلا كما أوصى الحبيب المصطفى عليه صلوات ربي جل وعلا في الحديث الصحيح: "من توضأ في بيته ثم مشى إلى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كانت له حجة تامة".قفلنا عائدين إلى قطر في نفس اليوم ولكن قلبي تركته معلقا بالمدينة وتمنيت أن لو سكنت المدينة ولازمت حرمها الشريف. وبعد فترة بسيطة من وصولنا وفق الله بالنجاح في امتحانات الفصل الأول بالثانوية العامة أخي الشيخ خليفة بن عبدالله بن عبدالرحمن بن حمد -رحمه الله وغفر له- وشقيقه الشيخ عبدالعزيز فتعاقدنا على الذهاب للعمرة ومنها للمدينة وجلسنا قرابة الأسبوع وبعدها رجعنا وأصبحت أحدث نفسي دائما بالدراسة على أشياخها، خاصة أنني قد حضرت مع الشيخين خليفة وعبد العزيز وبرفقة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله في الحرم على الشيخ أبوبكر بن جابر الجزائري والشيخ عبدالمحسن العباد محدث المدينة فاشتاقت نفسي للمكوث والنهل من العلم بالمدينة أكثر وأكثر.وفعلا وبتوفيق من العلي القدير قررت مع الشيخ عبدالعزيز أن نأتي المدينة في عطلة الربيع والصيف لننهل من علم مشايخها، فحجزنا تذاكرنا وزنا الأخ رشيد بن سلطان آل إبراهيم التميمي الذي تعرف علينا في الزيارة السابقة عندما زرنا إمام الحرم النبوي في مكتبه الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ والذي دعانا لتناول العشاء في بيته فارتبطت علاقتنا برشيد التميمي وعرفنا على الشيخ عبدالعزيز الصالح الطويان عميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدينة والذي أصبح عميد أصول الدين لاحقا.وأخذنا الشيخ الطويان عند الشيخ المعمر الذي بلغ المائة الشيخ عبدالله بن صالح المحسن أحد أقدم مدرسين الجامعة الإسلامية والذي قرأنا عليه في بيته الأصول الثلاثة والقواعد الأربع وكتب لنا إجازة وقرأنا على الشيخ الطويان الأصول الثلاثة وفي كتاب التوحيد ويتميز شيخنا الطويان بجمعه بين العلم الشرعي والفلك والتاريخ والتجارة فهو موسوعة قل أن تجدها في هذا الزمان وبعدها رجعنا إلى قطر وبدأنا نفكر جديا في الالتحاق بكلية الشريعة في المدينة.