24 سبتمبر 2025
تسجيللعل من أهم أسباب تأخر نجاح الثورة السورية في الخلاص من نظام دكتاتوري فاسد هو ذلك الشعار الذي يرفعه هذا النظام دائماً وهو "الممانعة والمقاومة" للعدو الصهيوني ومن خلال هذا الشعار التف الكثيرون من أبناء الشعب العربي السوري حوله وكذلك الكثيرون من أبناء الشعب العربي رغم إدراك وعلم ومعرفة هذا الشعب بأن نظام الحكم في سورية نظام دكتاتوري فاسد أساء لشعبه وللشعب العربي في سلوكه الظالم واستهتاره بكل القيم الإنسانية، فحرم الشعب من حقه في حياة حرة كريمة يسودها العدل والحق وتحقق للمواطن الحرية والكرامة. رغم كل هذا الظلم والقهر والتعسف ورغم كل هذا البطش والإجرام والفساد فقد صبر هذا الشعب عشرات السنين تقديراً واحتراماً لذلك الشعار الذي يستخدمه هذا النظام وهو "المقاومة والممانعة" للعدو الصهيوني. وبعد أن يأس هذا الشعب من تحقيق هذا الشعار على أرض الواقع وأن الجولان لا يزال يرزح تحت الاحتلال الصهيوني وأن العدو الصهيوني غير مكترث وغير مبال أو خائف من هذا الشعار اضطر الشعب السوري إلى الثورة لأنه يأس من "التحرير" الموعود ويأس من وعود "الإصلاح" إدراكاً منه بأن أي نظام دكتاتوري فاسد لا يمكن أن يحرر شبراً من أرض محتلة ولا يمكن لمثل هذا النظام أن يعالج فساده ويقضي عليه، لهذا جاءت الثورة السورية. لكن هذه الثورة سرعان ما تسلل إلى صفوفها من يحمل المشاريع الاستعمارية أو المشاريع الطائفية والعرقية والمذهبية، حيث دخلت إلى صفوف هذه الثورة المباركة المشاريع الأمريكية والفرنسية وكذلك المشروع الإيراني والمشروع التركي وسرعان ما دخل أيضاً المشروع الروسي والصيني في ظل غياب المشروع العربي. ولعل أخطر ما تسلل إلى هذه الثورة هو المشروع الصهيوني الذي يعتبر من أخطر هذه المشاريع على هذه الثورة وهذا المشروع الصهيوني يدعم مقولة النظام السوري "المقاومة والممانعة" ويكرس النظام الدكتاتوري الفاسد في سورية لأنه يحاول الآن الإساءة إلى الثورة عندما يصرح قادة هذا الكيان بأنهم يقفون مع الثورة ويساندون الثوار. صرح رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز في مقابلة مع الإذاعة الصهيونية العامة الأحد الماضي بأنه يدعم الثوار السوريين، وأضاف: "إن جهود الأسرة الدولية ليست كافية.. ولا يمكننا أن نقف غير مبالين إزاء هذه النعوش الصغيرة التي تحوي جثث أطفال" ونسي أو تناسى هذا المجرم الصهيوني النعوش الصغيرة للأطفال العرب الذين قتلوا في عدة مجازر ارتكبها ومنها مجازر صبرا وشاتيلا وبحر البقر ومجازر قانا وأطفال غزة وغيرها من المجازر الإرهابية. وأضاف هذا الإرهابي الصهيوني يقول: "إن المجازر تتفاقم يوماً بعد يوم في سورية.. وهذا عار!! وهل يعرف العار هذا المجرم، ويضيف أيضاً: أشعر بأعمق احترام للمتمردين الذين يعرضون أنفسهم للرصاص الحقيقي وآمل أن ينتصروا". إن هذا التصريح وغيره من تصريحات المسؤولين الصهاينة سواء رئيس وزراء العدو نتنياهو الذي دعا إلى تدخل عسكري أو شاؤول موفاز نائب رئيس وزراء العدو الذي دعا العالم للتدخل العسكري ضد سورية على غرار ما حدث في ليبيا يؤكد أن هذا العدو يحاول الإساءة للثورة والثوار السوريين لأن مثل هذه التصريحات تصب في خدمة النظام السوري وخدمة مقولته "المقاومة والممانعة" وهي بذلك تفرض على الثوار السوريين الرد فوراً على هذه التصريحات الصهيونية وأن تحدد موقفها "الرمادي" خاصة المجلس الوطني السوري الذي غابت عنه استراتيجية تحديد العدو الحقيقي والصديق الحقيقي.. وأيضاً غابت عنه استراتيجية "عروبة" سورية. وهنا نطالب الثورة السورية والثوار بالرد العاجل على محاولات هذا العدو لأن هذا العدو يحاول إفشال الثورة السورية.