11 سبتمبر 2025
تسجيليعد الكتاب إضافة قيمة للمكتبة الإسلامية خاصة وللدراسات الإنسانية عامة، حيث برعت المؤلفة في صياغة رؤية رشيدة لمعنى العمران وأيقظت المعاني المغيبة من سباتها في فهم العمران والعمارة في ضوء المنهجية القرآنية، وتأثيرها الإيجابي على المجتمع والحضارة. إنه في زمن الحروب والدم وطبول الخراب التي تدق بأيد ملطخة بدماء الأبرياء تشهر الأكاديمية د. مريم حسين علي محمد السادة سيفا في مواجهة الشر والخراب ودعوة إلى إحياء العمران والعمارة وفق دراسة موضوعية للقرآن الكريم (رسالة دكتوراة في الدراسات الإسلامية وقضايا المجتمع المعاصر) قدمت لجامعة محمد الخامس بالرباط ونوقشت في 9/2/2023 ونالت تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وتوصية بالطبع). تتجلى قيمة البحث وأهميته في العديد من النواحي والتي من أهمها حسب ما ذكرته د. مريم: 1- الناحية الشرعية: ارتباط العمارة بالعمران المعنوي، وعدم انفكاكها عن الآخر؛ العمران المعنوي الذي ينتج من العقيدة السليمة، وأحكام الشريعة، والأخلاق الحميدة، هو الذي يؤدي إلى عمارة قوية تستمر عبر الزمان. الناحية العلمية: معظم الدراسات العلمية التي تطرقت إلى موضوع العمران والعمارة جاء منطلقها بشكل عام، في حين جاء منطلق هذا البحث حول التركيز على منهجية القرآن الكريم في العمران والعمارة دراسة تفسيرية موضوعية، والذي يتم من خلاله إظهار العلاقة بين عمران الوجدان وعمارة البنيان. الناحية الاجتماعية: يعد العمران محور العلاقة المتبادلة بين الإنسان وغيره من الناس؛ فهناك حاجة إلى التركيز على العمران الجماعي وإبراز وظيفته في النهوض بالمجتمع، والتمتع بحياة متوازنة يسودها التعاون، والأمن والأمان. الناحية الحضارية: يعتبرالعمران والعمارة الأساس الذي يقاس عليه مدى تطور الدول، وتقدم والعمارة وبين الحضارة حضارتها؛ فهناك ارتباط وثيق بين العمران الناحية الزمانية: يعتبر موضوع العمران والعمارة من الموضوعات التي يتزايد الاهتمام بها يوماً بعد يوم، لا سيما في المجتمع المعاصر؛ حيث إنها تخدم الماضي والحاضر والمستقبل، ولا يمكن إغفال الضرورة الملحة حول المحافظة على التراث المعماري الإسلامي في ضوء التحديات المعاصرة. الناحية الفنية تعتبر العمارة الإسلامية من خصائص الحضارة الإسلامية التي لها مميزاتها الخاصة، والتي ينبغي الخوض في معالمها وإبراز عناصرها، وتحديد ضوابطها. الناحية البيئية: الحاجة إلى الإبداع في التصميم المعماري ومراعاة الظروف البيئية، والمواقع الجغرافية وفق المنهجية القرآنية في العمارة والبناء. تذكر المؤلفة أن من أسباب اختيار البحث ذاتية موضوعية منها: أهمية الموضوع، والتأكيد على ارتباط العمارة بالعمران الوجداني. توضيح خصائص ومميزات العمران والعمارة في القرآن الكريم، وإبراز الجانب الإبداعي والجمالي فيهما. تحقيق مجتمع قادر على مواكبة التطورات العمرانية عبر مختلف العصور؛ وذلك من خلال تبع المنهجية القرآنية في العمران والعمارة، والتي تراعي الزمان والمكان، وكل ما يكفل مصالح الإنسان. محاولة إبراز علاقة العلوم الإنسانية وكيفية تغلغلها في مختلف العلوم الأخرى، والتي من أهمها العلوم الهندسية والتصدي للعوامل التي تعيق حركة العمران والعمارة من خلال دراسة عوائق العمران والعمارة التي وضحتها منهجية القرآن الكريم، والوقوف على مقومات العمران والعمارة في القرآن الكريم. الرغبة في اختيار موضوع يكون كالسلسلة التي تكمل الموضوع الذي يتم اختياره في مرحلة الماجستير والمتعلق بمنهجية القرآن الكريم في بناء أخلاق الإنسان، ولا تغفل في هذا السياق عن ارتباط الأخلاق بالعمران. من إيجابيات هذا الكتاب إبراز الجانب الإبداعي والجمالي للعمران والعمارة في القرآن الكريم وتميز منهجه في بيان مقومات العمران وتحدياته وحلوله وارتباط هذا المنهاج وشموله للعلوم الاجتماعية كما يقول د. علي القره داغي في مقدمته للكتاب في زمن الحروب والدماء التي تملأ الأرض، وفي وقت تدق فيه طبول الخراب بأيد ملطخة بدماء الأبرياء، تبرز د. مريم حسين علي محمد السادة كأمل يراعي سيفا في مواجهة الدم وتشجع على إحياء العمران والعمارة بوجه موضوعي وعميق للقرآن الكريم. وفي إطار هذا البحث المميز، تطرح د. السادة الأسئلة الشائكة: كيف يمكن للعمارة تعزيز العمران المعنوي؟ وما العلاقة بين عمران الوجدان وعمارة البنيان؟ وما دور العمران الداخلي في تقدم المجتمع وتحسين حياتهم؟ ومن خلال هذا البحث، تحاول الأكاديمية تسليط الضوء على الجوانب المتميزة للعمران والعمارة في القرآن الكريم، وكيف يمكن لها أن تكون عنصرا محوريا في تنمية المجتمع والحفاظ على التراث الإسلامي المعماري في ظل التحديات المعاصرة.