10 سبتمبر 2025

تسجيل

إدارة المواهب

19 مايو 2022

من أراد أن يتحدث عن إدارة المواهب فليقرأ تاريخنا الإسلامي الحافل بداية من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحب الكرام رضي الله عنهم، ومن جاء بعدهم من الدول والحضارات الإسلامية الواسعة الأطراف في جميع أنحاء المعمورة برجالاته في مختلف العلوم والمجالات، عرف وفهم كيف تكون إدارة المواهب، وكيف كانوا مع المواهب، وكيف كان الاهتمام بهم ورعايتهم. ما كانت المواهب يوماً ما ترفاً حضارياً، ولا تنظيراً فكرياً، ولا جدالاً بينهم، ولا شهرة وتفاخراً مجتمعياً، وإنما كان عملاً حقيقياً جاداً ومتابعة وادخاراً لحاضر الأمة ومستقبلها بل وللإنسانية، ما عرف تاريخنا الإسلامي المتألق الأنانية برجالاته أو الانغلاق على الذات والتقوقع. فالإنسان في ديننا إسلامنا وشرعنا أعظم وأقوى استثمار، فهو الخليفة في هذه الأرض. فهل نحن على ذلك النهج والمسير في إدارة المواهب؟ وهل نحن قادرون على صناعة وإدارة هذه المواهب؟!. ونفصح لكم ونقول.. كم في مدارسنا من مواهب؟ وكم في جامعاتنا وكلياتنا من مواهب؟ وكم في وزاراتنا من مواهب؟ وكم في مؤسساتنا من مواهب؟ وكم في مصارفنا المالية من مواهب؟ وكم في مصانعنا وموارد الطاقة وشركاتنا من مواهب؟ وكم في مساحات الحياة من مواهب وكفاءات وطاقات وطنية؟ إننا بحاجة إلى إدارة المواهب إدارة حقيقية ناجحة تعمل ليل نهار على إدارتها، وليست إدارة مواهب شكلية باردة تكميلية تحصيلية لهياكل تنظيمية في مؤسساتنا ووزاراتنا، ولا شعارات إعلامية، ولا يكفي كذلك أن نحصل على جوائز ونحصد المراكز الأولى في مشاركات عالمية وإقليمية، ولكن ما بعد هذه المشاركات والجوائز!. هل هناك فعلياً إدارة واستثمار جاد لهذه المواهب في واقعنا بكل ميادينه ومساحاته بشكل أوسع وأرحب وأشمل. ونقول كذلك بكل صراحة ووضوح إن إدارة المواهب والاهتمام بها والسهر عليها فريضة شرعية وضرورة بشرية مجتمعية، ومن يُعطلها أو لا يُلقي لها بالاً أو أهملها فقد ضاع وأضاع وحصد الضياع وأخّر مجتمعاً وأمة مهما كان عنده من الماديات. فهل نُدرك ونفقه ما لإدارة المواهب في تحقيق حضارة وتقدم المجتمع والأمة ونفع البشرية بالشكل العام؟!. "ومضة" المواهب نعمة عظيمة من نعم الله تعالى، فرعايتها وحُسن إدارتها صنعة حكيمة. فهل ندرك هذه النعمة ونُحسن ورعايتها وإدارتها؟! نرجو ذلك. فهي أمانة يتحمل مسؤوليتها الجميع، وخاصة أصحاب المكانة والمسؤولية بكل مستوياتها.