11 سبتمبر 2025
تسجيلما أوهى ذاكرة الإنسان، فالذاكرة مغلفة بالنسيان، في لقاء مع ابننا المذيع المتألق عبر مشواره الإعلامي "فواز المزهر"، وعبر ميكروفون إذاعة "حبايب F.M" حول أبرز ما قدمه الفنان علي عبدالستار للأذن العربية، تجاذبنا أطراف الحديث وتشعب بنا سرد الذكريات، تذكرت جيلاً قدم عبر ميكروفون الإذاعة العديد من البرامج التي تعتبر علامات في مسار الإذاعات، كما أنه من المؤسف أن تاريخ الغناء عندنا لم يوثق، جيل قدم عصارة جهده ورحل. نعم.. تم تكليف المرحوم تيسير عقيل برصد وتوثيق تاريخ الفرق الشعبية وتاريخ العديد من المطربين الأوائل، الأحياء منهم أو من رحل عن هذه الدنيا الفانية. والمؤسف أن الإيقاع السريع قد ألغى من الذاكرة الجمعية كل هذا الأمر، والأمر مع الأسف قد أصبح سراباً، مع أن العديد من الدول قد رصدت كل هذا عبر الباحثين، ولذا فإنني آمل من الجهات الرسمية، سواء كانت المؤسسة القطرية للإعلام، أو الحي الثقافي "كتارا" أو المهتمين من رجال المال والأعمال تَشكيل لجنة مكونة من أبرز الباحثين في قطر، مثل الدكتور ربيعة الكواري والأخوة علي الفياض، علي شبيب المناعي، الأستاذ عبدالرحمن المناعي، الأخ الفنان خليفة جمعان السويدي والفنان فيصل التميمي وغيرهم، لوضع الخطة المناسبة لتقديم دراسة جادة حول تاريخ الغناء، سواء في إطار الفنون الشعبية أو غيرها، خاصة أن هناك دراسات متناثرة هنا وهناك حول الفنان إسماعيل القطري "إسماعيل محمد كاظم الأنصاري"، الذي مارس فن الغناء عبر الفنون القديمة في السفن التي كانتَ تمخر عباب البحر، وهناك بجانبه فنان آخر وهو إسماعيل فرج العبيدان الذي عشق الغناء، بجانب من رافق مشُوار الإذاعة منذ عام 1968 مثل سالم فرج، إدريس، عبدالكريم فرج وغيرهم. أعود إلى ذاكرة الآخرين، حيث أشاهد عبر العديد من المحطات إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، فشاهدت مثلاً إلقاء الضوء على الرعيل الأول من الإعلاميين من أمثال آمال فهمي، وفهمي عمر وغيرهما، أما نحن فلم نعد نذكر تاريخ: عبدالعزيز جعفر، حمد المؤمن، أمنية الشراح، عبدالله خلف، عبدالوهاب قتاية، سعاد حسن، حكمت الشربيني، صلاح خليفة، أحمد سعيد، وجدي الحكيم، علي عيسى، فاروق شوشة، إبراهيم كانو، حسن كمال، عبدالرحمن عبدالله، عبدالغفور السيد، فاطمة شويطر، عتيق سعيد، بدر كريم، سعد زغلول نصار وعشرات الأسماء. سؤال موجه إلى اتحاد الإذاعات العربية وعبر الميزانيات الخرافية ما دورها؟، لماذا لا تقدم مثلا سيرة الأجيال المتعاقبة، بمقدور من أن ينسى مثل "بابا شَارو" أو حلقات مضافة أبو محمود، والتي كانت تبث عبر الإذاعة الأردنية، أو حلقات شهر زاد، وأعمالاً خالدة بحق. أعود فأقول ما دور اتحاد الإذاعات العربية؟، لماذا تكرم أناساً لا تاريخ لهم؟، حتى في هذا الإطار هناك "الخيار والفقوس مع الأسف"، أتمنى أن يكلف من طرحت أسماءهم برصد تاريخ الغناء والفن في وطني "مجرد أمنية.. أتمنى أن تتحقق.