11 سبتمبر 2025
تسجيللا أقول إنني أتحدث إلى رئيس مصر المحتمل الفريق السيسي لأن الإعلام المقروء، والمسموع، والمرئي "إلا قليلاً" يقدم الرجل على أنه رئيس مصر القادم باكتساح! وما دام بنية اكتساح فلا براح إذ الأمر محدد ومحسوم، اللهم إلا مفاجأة من العيار الثقيل تغير في الأمور أموراً. لكن الآن وأمام الإعلان المسبق للانتخابات من جانب (فلول الوطني) والإعلام بأن (السيسي رئيسي) كما يظهر في لافتات حملة المشير فسيكون الحديث لنفس الرجل الذي سمعت أن في برنامجه الانتخابي ضريبة ستحصل من العاملين في الخارج لإنعاش الاقتصاد ووقف نزفه، (والتعليق) عندما يكون الوطن في محنة وجب فداؤه بكل غال، كأقل حقوق الوطن على أبنائه، والوطن مصر الغالية التي يترنم بحبها المغتربون (مصر التي في خاطري وفي فمي.. أحبها من كل روحي ودمي)، الفداء، والعطاء، واجب وطني، لكن لأن أبناء الوطن ينقسمون إلى واحد، وفاقد، غني، ومعدم يختلف أمر العطاء هنا،قد لا يتصور (الوطن) أن كثيراً من أبنائه في الغربة لا مجال لهم بأي توفير خاصة الآن وقد ارتفعت نفقات المعيشة بصورة غير مسبوقة، فالمدارس وإيجار المسكن فقط عبء عظيم لا يعرفه إلا من يعيشه، هذا عدا نفقات الحياة من مأكل، وملبس، وعلاج، تقضي على ما تبقى من الراتب، قد لا يعرف (المشرع) الذي سيشرع الضرائب أو ما شابه ذلك على المصريين في الخارج أن أسراً كثيرة لا تكاد تجد نفقات الإعاشة الشهرية وكثير من المؤسسات الخيرية تتحمل إعالة هذه الأسر، بدفع الإيجارات، والمساعدة في تعليم الأولاد لأن فئات كثيرة المطلوب منها فوق قدرتها على الاحتمال، كما نرجو ألا يغيب عن المشرع أن كثيرين من المغتربين محدودو الدخل، لا يملكون على أرض وطنهم حتى الآن بيتاً ينجون به من الالتزام بإيجار شهري يضلعهم، حتى الذي اشترى يوماً قطعة أرض لا يجد ما يبنيها به! وليس صحيحاً أبداً أن الغربة منجم ذهب كما يتصور البعض، فكم عاد مغترب لوطنه خالي الوفاض بعدما علَّم أولاده، أو ستَّر بناته، أو حاول تحسين دخله بأسهم في البورصة فخذلته واحمرت الأسهم بدل أن تخضر، هذا غير فئة لا تعمل بعد أن ضحك عليها سماسرة بيع أحلام السفر فدفعوا (اللي وراهم واللي قدامهم) وسافروا ليجدوا سراباً يضحك على عطش القوافل! الخلاصة ليس كل مغترب قادراً على أي ضريبة كانت، فعنده من هموم معيشته وطلباتها التي تقصم ظهره ما عنده، نعم دين الوطن في رقاب أبنائه دين لا يسقط لكن لنعذر المكبلين بما هو فوق طاقتهم، أما القادرون فينبغي أن يتسيدوا مشهد العطاء، كانوا من المغتربين أو داخل مصر فهذا واجبهم أولاً وأخيراً، كل قادر يجب أن يساهم، ويساعد، ويدعم بكل ما يستطيع، ولأن المسألة مسألة حياة أو موت هناك الكثير الذي يساعد المشرع في توفير ما يدعم الاقتصاد المنهار وينعشه لتتماثل مصر للشفاء من الخراب، ويتمثل هذا ببساطة في إجبار (مبارك) الذي أفقر مصر وكان سبباً رئيسياً فيما وصلت إليه على رد المليارات المهربة، والاعتراف بتفاصيل حساباتها خارج مصر، والمساعدة على استرجاعها حتى لو قايضوا حريته بعودة كل مليم منهوب من شعب مصر الصابر، ثم سحب الأراضي المسروقة التي حازها المتنفذون وإعادة بيعها، ومصادرة كل أموال من يثبت فساده، أيضا تنفيذ المشروعات الحيوية التي تساعد على التنمية والتي ظلت عمراً طويلاً حبيسة لثلاجات النسيان، وادراج اللامبالاة، مطلوب الكثير من أسر لم تغترب، ولم تهاجر، ولم تسافر تحوز وهي بعدد أصابع اليد اقتصاد مصر أن تشارك في إعمار مصر التي عاشوا عمرا ينهلون من خيراتها دون رقيب ولا حسيب، مطلوب فتح ملفات التهرب الضريبي التي بلغت المليارات دون أي محاباة، كل ما تقدم يمكن أن ينقذ اقتصاد مصر لو حلت النزاهة، واستشعار المسؤولية، وإنكار الذات، والإحساس بأوجاع الوطن وآلامه، نعيد: أبناء مصر في الخارج (القادرون منهم) لن يقدموا بمفردهم شيئاً المفروض التوجه للداخل أيضاً حيث المليارات التي لا يعرف أعدادها إلا من امتلكوها.. حفظ الله مصر. * * * طبقات فوق الهمس* أهمس في أذن "المشرع" الذي سيفرض الضريبة على أبناء مصر في الخارج، لقد بح صوت المغتربين وهم يطلبون من وفود وزارة القوى العاملة التي تزورهم كل عام لبحث مشاكلهم بأن تسمح الحكومة بإعفائهم من (جمرك السيارة) في نهاية مدة إقامتهم بالخارج أسوة ببعض الدول العربية التي تسمح للعائدين عودة نهائية بالإعفاء الجمركي من سيارة وأثاث البيت، لكن لا حياة لمن تنادي!!* آخر أخبار كرونا أن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه لا خطر يهدد الحجاج والمعتمرين الذين قرروا السفر إلى السعودية رغم كل تحذيرات عدم السفر، المنظمة أدرى. * * * حكاية لها معنى* مثل أمام هشام بن عبدالملك رجل متهم في قضية يستوجب عليها القتل فأقبل الرجل يدافع عن نفسه بشراسة، فقال له هشام، مذنب وتتكلم؟فقال له الرجل.. يا أمير المؤمنين قال الله تعالى (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها) نجادل الله جدالا وتستكثر علينا أن نكلمك، فقال له هشام تكلم بما شئت.. ثم عفا عنه.* عظمتك لن تكون بحال إلا من رحمتك.. والرحماء يرحمهم الرحمن.* أصدقاؤنا الحقيقيون فوق التقييم والتثمين لأنهم لا يقدرون بثمن.