03 أكتوبر 2025

تسجيل

القطاع الخاص والمسؤولية الاجتماعية

19 مايو 2013

أكتب زاويتي هذا الأسبوع وأنا في مدينة جازان، بالمملكة العربية السعودية، لأقدم ورشة متخصصة بعنوان "إعداد وتأهيل أخصائي مسؤولية مجتمعية للشركات"، من تنظيم "مؤسسة الخبير العالمي للمسؤولية المجتمعية". والجميل في الموضوع أن المشاركين في الورشة يمثلون القطاعات الحكومية، والخاصة، والخيرية، بالإضافة إلى باحثين وأكاديميين وغيرهم. طيف تمثيلي واسع، يعكس مدى تنامي الاهتمام ببرامج وأنشطة المسؤولية الاجتماعية في الشقيقة، المملكة العربية السعودية. وبالرغم من أن المسؤولية الاجتماعية أو المجتمعية، مسؤولية مشتركة، إلا أن الدور الأهم فيها يقع على القطاع الخاص. وهو دور يساهم في سد النقص الذي يمكن أن يتواجد في الجهد الرسمي، وأحيانا يسبقه. وقد ورد في دليل متميز، من إعداد الغرفة التجارية والصناعية بالرياض، إقرار"بأنه أصبح من المتعارف عليه أن القضاء على الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة، لا يمكن أن يقتصر على الجهود الحكومية. فصانعو السياسة يولون اهتماماً متزايداً لدور القطاع الخاص في تحقيق أهداف المجتمع. ولم يعد الربح الهدف الوحيد للشركات الخاصة، بل أصبحت لها وظيفة أخرى هي المسؤولية الاجتماعية، والتي تهتم ببعض الجوانب الاجتماعية مثل العاملين، المستهلكين، المجتمع، البيئة...إلخ. وتساعد المسؤولية الاجتماعية رجال وسيدات الأعمال على تعزيز المصداقية والثقة في أعمالهم، مما يساعدهم على الاحتفاظ بأفضل الموظفين، كما تساعد المسؤولية الاجتماعية في الحصول على سمعة مميزة بين المستهلكين والمستثمرين". وتتضح أهمية المسؤولية الاجتماعية للشركات، من كون القطاع الخاص يعد من أهم القطاعات، حيث تظهر الإحصاءات أن أكثر من 500 مؤسسة اقتصادية تسيطر على %25 من إنتاج الاقتصاد العالمي. ونحو 300 شركة متعددة الجنسيات تمتلك 55% من الأصول الإنتاجية في العالم. ورغم أن معظم ما كتب عن المسؤولية الاجتماعية ظهر في الدول الغربية إلا أن مستوى التطبيق الفعلي للمسؤولية الاجتماعية، تجلت أروع صوره في التشريعات الإسلامية كالوقف الإسلامي مثلا، والذي يعد أسمى الأنظمة الاقتصادية التي أسهمت في بناء المجتمعات الإسلامية، ومن هنا فإن تحرير مفهوم المسؤولية الاجتماعية على المستوى المحلي يجب أن ينطلق من رؤية إسلامية. مما سبق يمكن وصف المسؤولية الاجتماعية للشركات إجرائيا على أنها: • التزام أخلاقي في المقام الأول • هي بمثابة اعتراف من الشركات بفضل المجتمع على ما حققه من نجاح أو أرباح. • هي في الوقت ذاته - نوع من أنواع الاستثمار، الذي يعود مردوده على الشركات من خلال زيادة ثقة المجتمع في هذه الشركات. ومن متابعتي لممارسات المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص في المنطقة العربية، أجد أن هناك حالة من التنامي والاهتمام نحو تطبيقات مفاهيمه وبرامجه السامية، ولكن هذا الاهتمام لم ينعكس بشكل إيجابي على التشريعات، التي تحتاج إلى جهد كبير لتتواكب مع القوانين والتشريعات العالمية.