24 سبتمبر 2025
تسجيلالساحة السورية أصبحت مفتوحة أمام جميع التيارات والقوى والجهات لأن الصراع انتقل "من" سورية إلى "على" سورية فبعد أن كانت ثورة شعبية داخلية لشعب يريد الخلاص من الدكتاتورية ومن فساد نظام حرمه الحرية والكرامة وجلس فوق صدره عشرات السنين ثم تدخلت في هذه الثورة قوى إقليمية تبحث عن مشروعها مثل إيران وتركيا وبعد ذلك تدخلت دول كبرى أيضاً تبحث عن مشروعها مثل روسيا والصين وهكذا تحولت الثورة في سورية إلى مرحلة التدويل بعد أن طالبنا مراراً وتكراراً بضرورة "تعريب" هذه الثورة. الصراع "على" سورية فتح الأبواب أمام الجميع للتدخل في شأن هذه الدول العربية الشقيقة ويشترك في هذه المسؤولية النظام السوري الدكتاتوري والمعارضة السورية التي بدأت تتخبط ولا تدري ما هو حجم مسؤولياتها الوطنية والقومية التي لم تكن مستعدة لمثل هذه الثورة الشعبية فحاولت أن تركب موجة هذه الثورة لكنها فشلت حتى الآن وما يجري في صفوف هذه المعارضة من تناحر وانقسام واتهامات واستقالات خير دليل على ذلك. فتح الأبواب أمام الجميع بدأ يعقد المشهد السوري وبدأ يسىء إلى النظام الفاسد الدكتاتوري وإلى المعارضة، فالنظام بدأ يفقد هيبته ويفقد سيطرته على الأرض والمعارضة بدأت تخسر مؤيديها الثوار لأن دخول جماعات إرهابية على خط الثورة والقيام بتفجيرات إرهابية تستهدف المدنيين الأبرياء كما حدث في دمشق وحلب وأخيراً بالأمس في دير الزور يجعل هذه الثورة بؤرة للإرهاب الذي يرفضه الثوار ويرفضه كل من يساند ويدعم الثورة وبنفس الوقت يعطي للنظام ورقة يشهرها أمام الجميع بأن الإرهاب يضرب سورية ويعطي ورقة أيضاً لكل من يدعم هذا النظام من الدول الكبرى وبنفس الوقت يضعف من يساند هذه الثورة. لكن السؤال المهم الآن ما هي هذه الجهات أو الجماعات التي تقوم بمثل هذه الأعمال الإرهابية في سورية؟ النظام السوري يتهم القاعدة ويؤكد دائماً أن بصمات القاعدة هي الواضحة وأنها هي التي تقوم بهذه التفجيرات الإرهابية اعتقاداً منه أن يكسب مواقف الغرب، خاصة الإدارة الأمريكية الذين يحاربون القاعدة وقد نجح النظام السوري في ذلك عندما خرج البيت الأبيض بالأمس وأكد أن القاعدة موجودة في سورية وأنها يمكن أن تقف وراء هذه الأعمال الإرهابية كما اعتقد الأمين العام للأمم المتحدة بالأمس بان كي مون. والمعارضة السورية تدعي أن النظام هو من يقف وراء هذه التفجيرات بل أنها تتهم النظام بأنه هو من ينفذ هذه التفجيرات. وهنا اعتقد كما يعتقدون وربما أكون مخطئاً بأن من يقف وراء هذه التفجيرات الإرهابية هو العدو الصهيوني لأنه هو المستفيد الأول مما يحدث في سورية من اقتتال ودمار وتخريب للدولة السورية وسفك لدماء أبناء الشعب السوري، فالشعب خسر حوالي عشرة آلاف مواطن وتم تشريد الآلاف والاقتصاد السوري ينهار والأهم من كل ذلك إضعاف الجيش العربي السوري وإنهاكه واستنزاف قدراته القتالية، كل ذلك يصب في مصلحة العدو الصهيوني، لهذا فمن مصلحة هذا العدو أن يستمر هذا النزيف واستمرار هذا النزيف يحتاج إلى أعمال إرهابية تسىء للثورة وتعرقل مسيرة وصولها إلى هدفها بالخلاص من النظام الدكتاتوري وبنفس الوقت تدمر النظام والدولة، لهذا كله يجب أن نفتش عن العدو الصهيوني في كل تفجير إرهابي يحدث في سورية وألا نكتفي بإلقاء اللوم والمسؤولية على القاعدة فقط.