15 سبتمبر 2025

تسجيل

الليبيون أمام اختبار صعب

19 أبريل 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نالت حكومة الوفاق الوطني الليبية التي يرأسها المهندس المعماري ورجل الأعمال الليبي فايز السراج، تأييد مؤسسة النفط والبنك المركزي والاتحاد الوطني لعمال ليبيا، إضافة إلى بلديات 10 مدن ساحلية غرب ليبيا. وأيا كان الجدل الدائر حول الرجل، فقد باتت حكومة الوفاق الوطني واقعا، وهي تحظى باعترافدولي ومدعومة من الأمم المتحدة ومن عواصم المنطقة ومن الاتحاد الأوروبي، وقد وصل سفراء إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا إلى طرابلس، وعقدوا تباعا اجتماعات مع أحمد معيتيق نائب رئيس وزراء حكومة الوفاق في قاعدة أبو ستة البحرية بطرابلس، وقد أعربوا تباعا عن دعمهم حكومة فايز السراج والوحدة الوطنية الليبية والمسار السياسي. الغرب كما يبدو لن يسمح بمعارضة حكومة الوفاق ومجلسها الرئاسي، وهذا الأمر حمل البرلمان المعترف به دوليا في طبرق على الوعد بالتصويت على حكومة السراج ومنحها الثقة في الثامن عشر من أبريل الجاري، وهو ما سيضطر رئيس حكومة الأمر الواقع في طرابلس خليفة الغويل، الذي اعتبر زيارة السفراء الأوروبيين لطرابلس غير مقبولة ولا يزال يصر على عدم ترك منصبه رغم تنحي حكومته ، سيضطره إلى القبول بالأمر الواقع، خاصة بعد انحياز عمداء 10 مدن غربي العاصمة إلى حكومة السراج.الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يدعمون الخيار السياسي والوحدة الوطنية الليبية لأسباب عديدة، منها أن الصراع بين الفرقاء الليبيين ليس بالإمكان حسمه عسكريا لصالح طرف واحد بعينه، وثانيا لأن ليبيا تعد بوابة كبيرة للهجرة إلى أوروبا، وثالثا لوجود تنظيم الدولة الإسلامية وسيطرته على منطقة سرت وتوغله في اتجاه حقول مرادة النفطية ( 350 ) كم جنوب مدينة سرت في الأيام الماضية وفرار العاملين والموظفين من أربعة حقول، هي: البيضاء، وتيبيستي، السماح، والواحة، بعد مشاهدتهم سيارات التنظيم وهي ترفع أعلامها على مقربة من هذه الحقول. ورابعا لأن تنظيم الدولة اتخذ من مدينة سرت مقرا له ويتمدد وفق خطة ممنهجة للسيطرة على حقول مرادة المذكورة، ثم يخطط للتمدد شرقا وشمالا للاستيلاء على حقول النفط وموانئ التصدير ومن بينها ميناء السدرة ورأس لانوف على بعد 250 كم شمال مرادة، ثم الانتشار شرقا في اتجاه بنغازي وغربا في اتجاه مصراتة والخمس وطرابلس توطئة لاتخاذ ليبيا موطنا بديلا للتنظيم في حال هزيمته في سوريا والعراق، وقد اعترف جيمس كلابر مدير الاستخبارات القومية « داعش » الأمريكية في تصريحات له أمام الكونجرس، بأن فرع في ليبيا يعد أحد أكثر الفروع تطورا خارج سوريا والعراق، وبأن وضعه الجيد يسمح له بتوسيع الأراضي الخاضعة لسيطرته وخامسا لأن الدول الأوروبية تحرص على .» في هذا العام 2016 استمرار تدفق النفط الليبي عالي الجودة إلى مصافيها، وكذلك الغاز. ومن ناحية أخرى فإن معاناة الليبيين قد تضاعفت فيالسنتين الماضيتين بسبب الاقتتال الدائر بين فرقاء اليوم شركاء ثورة 17 فبراير 2011 أمس، ولا شك أن الوقت قد حان لنبذ الانقسام والحزبية والفصائلية.