17 سبتمبر 2025
تسجيلحين جاء الصحابي الجليل خباب بن الأرت كما يرويه الإمام البخاري في صحيحه، وبعد الأهوال والمصاعب التي واجهها الصحابة الأوائل الكرام، لاسيَّما الضعفاء منهم على أيدي مجرمي قريش، قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بُردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟ فقال: "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون".نعم، تستعجلون النصر والنجاح، كما هو شأن أي إنسان منا، ترانا نستعجل النجاح والإنجاز والنصر، ونحن بعدُ لم نبذل ما يكفي لتحقيق المرغوب والمأمول، هذه الحياة قوانينها صارمة ودقيقة، لا تقبل التقصير والتهاون، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائمُ، كما يقول المتنبي. كلما كنت من أهل الجد والهمة العالية، كلما وجدت نفسك تتطلع إلى العظائم من الأعمال والإنجازات والنجاحات. علو الهمة والجد في العمل، يسيران جنباً إلى جنب مع عامل مهم من عوامل تحقيق النجاحات والانتصارات والإنجازات، وهو الصبر وتحمل الأذى، وتوقع الفشل وتبعاته. هكذا علم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أصحابه منذ البدايات، وأن ما هم مقدمون عليه يتطلب الكثير من العمل والجهد والصبر، فهكذا شأن أي ناجح في مجاله.. فلا يظن أحد أن الناجح قد نجح وتفوق في مجاله هكذا فجأة، بل لابد أن ينظر أحدكم إلى ما قبل النجاح، وكيف كان هذا الناجح والمتفوق يعمل وكيف كانت حياته وأوقاته. إنما مثل الناجح كمثل جبل الجليد الذي نرى قمته على البحر فقط، لكن لا تدري عمق وضخامة بقية أجزاء هذا الجبل إذا ما نظرت إلى أسفل سطح البحر.. هذا هو الإنجاز والانتصار والنجاح، فتذكر دوماً جبل الجليد وأنت تسير بخطى واثقة نحو تحقيق الإنجاز والنجاح في الحياة.