14 سبتمبر 2025
تسجيلعلمٌ من أعلام القذارة، مخلوق ضعيف، صغير الحجم، متميز في نقل الأمراض، سريع التنقل، ينتشر ويتكاثر بشكل عجيب، وأشكاله غريبة، يستقذره جميع الناس، فهي آية من آيات الله سبحانه وتعالى، لم يخلق عبثاً في هذا الكون، وخلق ذباباً أمر مستحيل، قال سبحانه وتعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ )).فتأمل..! ولكن الأمر العجيب عندما يتصف أناس بصفات الذباب فهذا أمر غريب ومحيّر ومستهجن، يستقذرها الإنسان بجميع أعماره ومناصبه ومكانته، ثم هو يأخذ من صفاتها ويتفوق عليها، يصنع لها المبيدات لكي يقتلها، فإذا هو يصنع ويتفنن في صناعة المبيدات لكي يقتل أخاه الإنسان ويؤذيه، بل ويتجرّأ عليه علانية وخفاءً متستراً من وراء جُدر. هذا الذباب الإلكتروني الذي ظهر علينا في هذه الفترة بشكل عجيب وقذر، خاصة في الحصار الجائر الفاجر الغادر على دولة قطر — يحفظها الله — فإنه أحط وأنجس من الذباب الذي خلقه الله تعالى في هذا الكون وليس له عقل، إنها حياة الخسة والنذالة التي يعيش عليها المرتزقة والرويبضة على موائد القاذورات وكل ما هو قبيح، فيهم طباع أهل الانحطاط والخصومة، وانتهاك الأعراض، ونشر الإشاعات والأكاذيب في مجتمعاتهم ومجتمعات الغير، حتى فاقوا ابن سلول في نشر أحاديث الإفك، إنهم الذباب. إن الذباب يغيظك بكثرة الدوران عليك حتى يأتيك من كل جانب، أو يجلس عليك وأنت لا تشعر، إما أن تحاول ضربه، أو تحرك يدك كثيراً حتى لا يأتيك مرة أخرى، ويا للأسف...! أما الذباب الإلكتروني الذي يتخفى عن أعين الناس متوارياً خلف الشاشات وينفث سمومه وقذارته ونجاسته وينشر الأكاذيب والفبركات ويتطاول ويتقاذر ويتباهى في السفاهات، تقف أمامه عاجزاً عن إبعاده أو رشه بالمبيد لكي تدفع أذاه، أو غير ذلك من الوسائل الطاردة له... — هم أقذر من الذباب الطائر. — هم أوسخ من الذباب الذي يحمل القاذورات. — هم أقبح من الذباب شكلاً ومنظراً. — هم أنجس من الذباب الذي يحمل الكثير من الأمراض... فتأمل...! "ومضة" قال الله تعالى (( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا )) "... إن الإنسان حين يتجرد من خصائصه هذه ليكونن أحط من البهيمة، لأن البهيمة تهتدي بما أودعها الله من استعداد، فتؤدي وظائفها أداء كاملا صحيحا، بينما يهمل الإنسان ما أودعه الله من خصائص، ولا ينتفع بها كما تنتفع البهيمة". نسأل الله تعالى الهداية والسداد.