12 سبتمبر 2025

تسجيل

الإسلام وحماية البيئة النباتية

19 مارس 2016

قال صاحبي: إن الأحياء النباتية لها دور كبير في المحافظة على تناسب مكونات الطبيعة، والمحافظة على اتزانها واستمرار الحياة عليها، وقد قال الله تعالى: "وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفاً أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه"،(الأنعام: 141).وقد تعرض الحق عز وجلّ: لفوائد الشجر والنخيل فقال تعالى: "وشجرة تخرج من طور سيناء تُنْبِتُ بالدهن وصبغ للآكلين"، (المؤمنين: 20).* أما الأحاديث النبوية الخاصة بالنبات والزرع والحفاظ عليها فهي متعددة، نذكر منها:عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة"، رواه البخاري.* عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كانت له أرض فيلزرعها، فإن لم يزرعها فليُزرِعْها أخاه"، رواه مسلم.* بل حرص الإسلام أشد الحرص على الزراعة والغرس حتى ولو في آخر لحظات العمر، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها"، رواه البخاري.وفي المقابل نهى الإسلام عن الفساد وإتلاف الزرع فقال الحق عز وجل في ذم المفسدين: "وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد"، (البقرة: 205).كما ورد في السنة النبوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار"، رواه أبوداود.ويذكر التاريخ في هذا الصدد وصية أبي بكر رضي الله عنه لجيوش الفتح المتوجهة إلى الشام قائلاً لهم: ".. لا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكله.." رواه تاريخ الطبري".ويتضح من تلك الوصية دعوة الإسلام للحفاظ على الحياة البرية من نبات وحيوان وطير، وبهذا فإنها تمثل تشريعاً متقدماً للمحاربين في أسلوب الحفاظ على البيئة من الإتلاف والتدمير والقطع والحرق والقتل، الأمر الذي يدل على عظمة الإسلام وسموه ورقيه على التشريعات الأخرى في حماية البيئة والطبيعة.والآن ومع التقدم العلمي والصناعي لم تسلم الحياة النباتية من التدمير سواء كان هذا التدمير ناتجاً من قطع أشجار الغابات وظهور بوادر التصحر، أو الرعي الجائر للحشائش الطبيعية، أو نتيجة لاستخدام المبيدات الحشرية والكيماويات في الأرض.وبالله التوفيق.