16 سبتمبر 2025

تسجيل

وسائل الغزو الفكري الغربي لاغتيال حضارتنا

19 مارس 2013

لا شك أن الباعث الحقيقي في رأي القائمين على التبشير إنما القضاء على الأديان غير النصرانية توصلا إلى استعباد اتباعها، إن المعركة بين المبشرين وبين الأديان غير النصرانية ليست معركة دين، بل هي معركة في سبيل السيطرة السياسية والاقتصادية، وقد بدأ التنصير عمله بأسلوب صريح مكشوف، يقوم على الدعوة المباشرة لنبذ الإسلام واعتناق المسيحية، وكان المنصرون يتلقون دراسات خاصة بذلك. ولقد استخدم المنصرون جميع الوسائل التي تبلغهم أهدافهم مثل: الوعظ، والتعليم والتمريض، وأعمال البر والخدمات الاجتماعية، وتقول إحدى المبشرات إن نفرا من الأطباء المبشرين أنشأوا مستوصفا في بلدة الناصرة في السودان، وكانوا لا يعالجون المريض إلا بعد أن يعترف بأن الذي يشفيه هو المسيح، وفي الحبشة كانوا لا يعالجون المرضى قبل أن يركعوا، ويسألوا المسيح أن يشفيهم. إن هذا الأسلوب المباشر أدى إلى رد فعل عند الشباب المسلم المثقف، فكان ذلك سببا في تغيير خطة المبشرين تجنبا لاستثارة مشاعر المسلمين، وكان المبشرون يعقدون مؤتمرات دورية لمراجعة أعمالهم، وقد اجتمعوا في مؤتمر القاهرة عام 1906، وبعد هذا المؤتمر صار المبشرون يلقون محاضرات في موضوعات اجتماعية وخلقية وتاريخية، لا يستطردون فيها إلى مباحث الدين. وبعد مضي ثلاث سنوات من هذا المؤتمر تمكن فيها المبشرون من أن يتوصلوا إلى النتائج الآتية: * أإنهم عرفوا أحوال البلاد، وأفكار المسلمين وميولهم وشعورهم. * إنهم حصلوا على ثقة عدد من المسلمين بهم. * إن المبشرين تحققوا من أنهم بتوددهم للمسلمين يمكنهم أن يدخلوا إلى قلوبهم. * نجح المبشرون بعد تغيير خططهم في إخراج المسلمين من الإسلام بدلا من ادخالهم في المسيحية، ولقد كان التعليم أهم الوسائل غير المباشرة التي ساعدت على تحقيق ذلك (كما سيأتي فيما بعد). وعلى الرغم من تجنب الوسائل المكشوفة المباشرة فإن التنصير لم ينس مطلقا هدفه الأساسي، ولذلك فإن العلاج الطبي استخدمه ببراعة في هذا السبيل، ويذكر أن الأمريكيين هم أول من استخدم هذه الوسيلة وأنهم اعتبروا الطب "مشروعا مسيحيا"، وعلى الرغم من تجنب الوسائل المباشرة، أيضا فإن التغيير لجأ إلى تبني الأطفال اللقطاء والأيتام في كثير من البلدان الإسلامية، ويتبع ذلك عادة تنصيرهم. وحتى الكشوف الجغرافية كانت في كثير من الأحيان للتنصير، فدافيد لفنجستون الرحالة البريطاني المعروف كان مبشرا، وكان من أهم أهداف رحلته اكتشاف الطرق التي يمكن أن يسلكها المبشرون من بعده أثناء عملهم في إفريقيا الاستوائية. هذا وبالله التوفيق.