25 أكتوبر 2025

تسجيل

عالم الرواية (1)

19 فبراير 2020

هل حقا نحن نعيش عصر الرواية؟ أم أن هذا الإطار الأدبي قد احتل في هذه الفترة من عمر الزمن؟ وأن الصدارة مؤقتة؟ ذلك أن الشعر ديوان العرب قد قل تأثيره بعد غياب شعراء المنبر..!! قد يكون هذا الزعم جزءًا من واقع الشعر.. ذلك أن أبرز شعراء المنابر المبدعين قد غابوا تباعًا. أين محمود درويش، صلاح عبد الصبور، نزار قباني، الجواهري، محمد الفيتوري، عبد الرحمن رفيع، وصولاً إلى مظفر النواب، وعشرات الأسماء؟ ذات يوم كان للشعر دوره في الحراك الإبداعي، لكن فن الرواية الآن قد قضى على كل الأجناس الأدبية، مثل القصة القصيرة، وفنون المقال، واختفى تمامًا فن المقامات ولا أعتقد أن الزمن سوف يجود علينا ببديع الزمان الهمذاني آخر. !! الآن هناك سباق محمود بين دور النشر في طرح المئات من الروايات في كل موسم عبر خريطة الوطن العربي، وأكثرها لأسماء مغمورة، وهنا التساؤل.. هل هذه الأسماء مثل فقاعات الصابون؟ أم أن المستقبل سوف يقدم لنا نجيب محفوظ آخر وحنا مينا، عبد الله خليفة، إسماعيل فهد إسماعيل، غادة السمان، وعشرات المبدعين والمبدعات؟ ذلك أن ظهور بعض الأسماء لا يعني أن الرواية العربية بألف خير، فمنذ سنوات غزت الساحة عشرات الأسماء وبخاصة في منطقة الخليج.. أين هم الآن؟ لقد غزا الأمر أسماء مغمورة بحق والأدهى والأمر أن معظمها لأسماء مستعارة، وأن وراء الأكمة ما وراءها.. بمعنى أن هناك النائحة المستأجرة.!! إن بعض اقلام المتاجرين بالقلم والضمير قدموا نتاجهم بثمن بخس إلى الآخرين، ومن ثم تحول الأمر إلى قاعدة، وتحول الأمر إلى "جزية".. ادفع نكتب عنك.. من قصائد، وقصص، ومسرحيات، وأعمال درامية تلفزيونية.. بل لا نتورع حتى عن القيام برسم لوحات فنية.. ولماذا لا..؟!! وهناك من يعد رسائل علمية.. سواء في إطار الماجستير أو الدكتوراه.. يقول الصديق صالح غريب: "أنا لا أعرف كيف يكتب أحدهم عملاً ولا يستطيع شرحه أو قراءته؟" ولكن لماذا؟ بحثًا عن شهرة زائفة، والأغرب من هذا أن هناك من يبرر الأمر، وبيعه لنتاجه الفكري أو الأدبي أن المبلغ مغرٍ..!! سألت أحدهم من كتّاب الأغنية لماذا تبيع نتاجك؟ لماذا تبيع عصارة فكرك بثمن بخس؟ عندها كان رده بكل جرأة.. قال: سنوات وأنا أقدم نتاجي بلا ثمن لزملاء الرحلة، والآن هناك من يدفع أكثر بكثير من الجهات الرسمية.. لا تنسى يا صديقي أن المبلغ مغرٍ.. ثم لماذا تحاسبون المبدع إذا باع عصارة فكره ولا أحد يطرح أسماء المشترين؟ ولماذا تسكتون أو تعرون من يسرق جهد الآخرين وينسبها إلى نفسه؟ وقد يحصد من خلالها جائزة السبق، ولم يكن الطرح من بنات أفكاره ولم يرسم شخوصه.. صمت كثيرًا.. فقد كانت حجته مثلاً للواقع المزري في عالم اختلط فيها الحابل بالنابل..!! [email protected]