12 سبتمبر 2025
تسجيلفي بهو الفندق كان اللقاء مع كوكبة من أبرز الأسماء في عالم المسرح وجلهم من دول الحصار، كنت اتمنى أن يرى من فكر في حصار وطن الحرية والشمس، أن وضع السدود والعراقيل أو التهديدات المجانية بالحبس وحرية الآخر لا تجدي أمام أبناء الأمة، نعم.. كان الأشقاء من دول الحصار يلقون خلف ظهورهم كل التحذيرات وكان المصور يقوم بتسجيل حرارة اللقاء مع الأعزاء من مبدعي مصر الحضارة واللغة والدين وليس مصر السياسة، وعلى ذات المنوال كان اللقاء في حرارة الارتباط الأسري مع المبدعين وحاملي مشعل الفن المسرحي من اشقائنا من دولة الإمارات، كانت الدموع تترقرق من أعينهم، وكان السؤال لماذا؟ ولمصلحة من؟ نعم هناك بعض الأفراد كان يخشى من فقدان منصبه ولكن هؤلاء قلة مع الأسف، أما الأكثرية فقد كان حرارة اللقاء دليلاً على عمق الروابط الأخوية والأسرية، هل فكر من أتخذ قرار المقاطعة أن أي قرار لا يمكنه أن يقطع نسيج المجتمع العربي الواحد، هذا النسيج الممتد من الرباط مروراً بالخرطوم وعدن، وصولاً إلى دوحة العز، والبصرة واللاذقية، ولكن ماذا نقول وهناك مع الأسف من لم يقرأ صفحات هذا الوطن الممتد من الماء إلى الماء، ونسى في غمرة الوهم، أو الارتماء في أحضان الآخر.. أن هذه الأمة ذات شائج عدة، بخلاف الدين واللغة، هناك المصير المشترك، وكم كان الشاعر جميلاً ورائعاً وهو يقول: "إذا المت بوادي النيل نازله.. باتت لها راسيات الشام تضطرم" نعم لأن الجسد الواحد، الحلم الواحد، ما يحدث هناك يلقي بظلاله هنا، نعم ما يقلق الإنسان المصري أو التونسي أو اليمني أو اللبناني يقلق ويؤذي أبناء الكوفة، والمنامة.. نعم أي نازلة في مصر، لابد وأن تنعكس نتائجها في بلاد الشام، ولكن المؤسف أن الآخر.. يعتقد أن هذا الوضع سوف يستمر، إنا على ثقة أن الشعوب تملك من صفاء النفس الشيء الكثير.. تملك إرادة تقرير المصير، وأن هذا الحصار، شكل باهت لأحلام نماذج لم تقرأ في سفر التاريخ العربي، وأن هذه الأمة، دوماً ما تنفض غبار الواقع الآني، وأن الحكمة في النهاية سوف تتحقق الحكمة في أن أوامر الآخر حبر على ورق، لأن إنسان هذه الأمة مرتبط بوشائج أكبر بكثير من أحلام العصافير عند البعض.. وسلامتكم.