14 سبتمبر 2025

تسجيل

الدروس العشرة (9)

19 فبراير 2018

غزة مساحتها 360 كيلومتراً مربعاً، يحدها البحر المتوسط غرباً، ومصر من الجنوب الغربي، والكيان المحتل المغتصب الصهيوني شمالاً وشرقاً، وتبعد عن القدس الشريف عاصمة فلسطين مسافة 78 كم إلى الجنوب الغربي، وهي أكبر مدن فلسطين من حيث تعداد السكان، فقد زاد عن المليون نسمة، مما يجعلها من أكثر المدن كثافة بالسكان في العالم. بدأ حصارها والتضييق على أهل غزة في عام 2006 وله من العمر ثلاثة عشر عاماً، وهذا الحصار الجائر بصمة عار على جبين المنظمات الدولية وجميع دول العالم. فغزة بالحصار المفروض عليها من جميع الاتجاهات تعطينا من الدروس والمواقف، منها:ـ      الدرس الأول: درس صريح وواضح، وهو كل ما يصيب غزة وعموم فلسطين من حصار وأذى وظلم وإرهاب بكافة أشكاله وصوره يتحمله التاج البريطاني، لأنه أعطى وعداً مشؤوماً أرضاً لا يملكها لكيان مجهول الهوية لا يملك شيئاً من مملكة سوى أنه احتل أرض فلسطين الأرض المباركة وشرد أهلها وقطع أوصالها.  الدرس الثاني: وكل ما يصيب أهل غزة ومن يعيش على أرضها من حصار جائر ظالم خانق يتحمله النظام المصري الحالي ومن قبله، فهم يشاركون الكيان الصهيوني المغتصب في حصار أهل غزة الكرام، بسبب إغلاق معبر رفح الحدودي مع غزة.  الدرس الثالث: التطاول على الجهاد والمقاومة المشروعة خاصة في غزة وكل فلسطين لا يأتي إلاّ من مرضى ومن مرتزقة ورويبضة، ومن باع نفسه لأعداء الأمة والدين. فاحذر وتوقف عن هذا التطاول على الجهاد وأبطال المقاومة في غزة وجميع أرض فلسطين المباركة، فهو جهاد ومقاومة مشروعة وحق لا يحتاج إلى دليل أو تأويل أو تفلسف. الدرس الرابع: هناك دول حيّة وقادة كبار يقفون مع الحق وأهله في غزة كدولة قطر بقيادتها يحفظهم الله وما زالت، ومعها كذلك شرفاء وأحرار العالم أصحاب مبادئ وثوابت وقيم إنسانية.  الدرس الخامس: وهناك دول ميتة وإن كانت تعيش ولها نفوذ عالمي وتتفاخر بحضارتها، وتدعي أنها راعية لحقوق الإنسان ومع الإنسان، ولكنها مع إنسان غزة وحصاره لا إنسانية بل وتشارك في هذا الحصار.  الدرس السادس: لو كانت غزة مدينة في أمريكا أو في إحدى الدول الأوروبية وتمت محاصرتها من قبل أي مجموعة ومن دولة ما فما عسى أن يكون ردة فعل أمريكا والدول الأوروبية؟ ألا تباً لازدواجية المعايير وعنصرية التعامل مع بني الإنسان..! الدرس السابع: غزة فضحت أدعياء العروبة وكشفت عن منافقي العصر، وبعض النخب العربية بتواطئهم مع بني صهيون. الدرس الثامن: غزة تقول وترسل لنا... بأن السلام مع الكيان الصهيوني المغتصب سلام السراب الذي يحسبه الظمآن ماءً، وسقوط في أوحال الذلة والمهانة والخيانة والتطبيع. الدرس التاسع: اهل غزة وشعبها بجميع فئاته "عمالقة في زمن الأقزام" كما كتب أحدهم.  الدرس العاشر: المعركة لم تنتهِ والصراع بين الحق والباطل قائم ومستمر.   "ومضة" ورحم الله الشهيد القائد عبد القادر الحسيني حين طلب من الجامعة العربية سلاحاً فرفضت فثارت ثائرته بترنح مواقف الجامعة العربية وزعمائها في ذلك الوقت في خذلان الجهاد في فلسطين، وما زالت مواقفها وتخاذلها لم يتغير حتى هذه اللحظة، فأطلق رحمه الله كلماته الخالدة لبني عرب قائلاً " جئتكم أطلب سلاحاً لأدافع به عن فلسطين، وأما وقد خُذلت، فأبلغكم أننا لن نرمي السلاح حتى النصر أو الشهادة، أنا ذاهب إلى القسطل، ولن أسأل أحدكم أن يرافقني، لأنني أعرف حقيقة مواقفكم، ولكني أحذركم بأن التاريخ سيكتب أنكم خذلتم الأمة وبعتم فلسطين.. وإن التاريخ لا يرحم أحداً". والله المستعان.