18 سبتمبر 2025
تسجيلبمشاركة دول مجلس التعاون.. *الاهتمام بالمسرح المدرسي يفرز ثقافة ووعياً مسرحياً ويكتشف المواهب المبدعة *المسرح ينمي ذائقة المتفرج مع الاهتمام بمسرح الطفل تربية وتنشئة وسلوكاً خلال الفترة من 9 — 15 فبراير الجاري، اقيم في قصر الثقافة بإمارة الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة، مهرجان الشارقة الثاني للمسرح الخليجي، وذلك تحت رعاية واهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن صقر القاسمي عضو المجلس الاعلى للاتحاد وحاكم الشارقة، حيث شاركت قطر بعمل مسرحي مميز لاقى استحسان الحضور لكونه يعالج تحدي قضايا الانسان العربي المهمة. وقد كانت المشاركة متميزة في هذا العام من حيث العروض المختلفة التي جمعت ابناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك من خلال اهتمام امارة الشارقة كعادتها بالمبدعين من الفنانين الخليجيين في مجال المسرح، وهو ما يجسد تقديرها للانسان المبدع في المسرح ودعمها المستمر له، خاصة ان هذه هي النسخة الثانية له، لكون هذا الملتقى السنوي يقدم الابداع الفني الاصيل والهادف، والرصين في نفس الوقت، عبر جهود هؤلاء الفنانين بغية خدمة بلدانهم وتنميتها والسير بها نحو التقدم، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى بهدف اكتشاف المواهب الخليجية في المسرح، مع متابعة افضل السبل والحلول للارتقاء بالحركة المسرحية من خلال هذه التجربة الثرية. لقد لفت نظري في هذه التظاهرة الفنية التي حضرتها بدعوة خاصة وجود هذا العدد الهائل من الفنانين والمخرجين والنقاد وكتاب النصوص بجانب الصحفيين والاعلاميين الذين تواجدوا بشكل كثيف، وكذلك كبار المسرحيين في الخليج وبعض البلدان العربية الاخرى بأعداد لم اتوقعها، وهو ما يدل على اهمية هذا المهرجان الخليجي الناجح وحرص الجميع على حضوره. الشيء المفرح في هذا المهرجان ايضا ان مثل هذه الملتقيات تثري النقاش والحوار وتبادل الافكار بين ابناء الخليج، عبر اللقاءات المباشرة بينهم او عبر الندوات الفكرية والنقدية التي كانت مكثفة في هذا المهرجان. المشاركة القطرية كانت كعادتها حاضرة بكل قوة وحديث المهرجان، لكونها جاءت من تأليف وإخراج المبدع عبدالرحمن المناعي، الذي قدم للجمهور الخليجي في نسخة المهرجان الثانية عملا نال اعجاب الكثير من الحضور والنقاد، وذلك عبر فرقة الدوحة المسرحية من خلال العمل المشارك وهو "مسرحية هناك"، علما بان هذه الفرقة المسرحية قد تأسست عام 1994 م بعد دمج فرقتين مسرحيتين هما فرقة مسرح السد وفرقة مسرح الاضواء. ومسرحية "هناك" تناولت دراما الهجرة وحواجز الحدود، وحالة الانتظار الكثيفة التي يعاني منها الانسان العربي، وقد استعان المناعي في هذا العمل بفنانين قديرين تمكنوا من نقل ادوارهم بمهارة عالية، خاصة ان العمل ينقل واقع معاناة المهاجرين العرب والمسلمين داخل حواجز العالم الغربي، الذي يضيق الخناق عليهم من خلال اسمائهم وديانتهم، حيث كانت لحظات الصمت في العرض بليغة للغاية ومعبرة عن واقع الحال وما يتعرض له هؤلاء من متاعب قد تصل احيانا الى الاكتئاب والضجر من طول الانتظار. وقد عبر الفنان الكبير عبدالرحمن المناعي عن هذه التجربة بأنه معني بقضايا الانسان، وهذا ما جاء على لسانه في الندوة النقدية التي اقيمت بعد انتهاء العرض لمسرحية "هناك"، كما علق الكثير على المسرحية بأن فكرتها جميلة لكونها موضوع الساعة بعد الربيع العربي الذي صار ويفتقده المسرح الخليجي، وأن مؤلف العمل من النماذج التي ما زالت تقدم الكثير من اعمالها دون انقطاع وهو ما تفقده اليوم ساحة المسرح في منطقة الخليج، خاصة ان المناعي قامة مسرحية كبيرة تعلمت منها الاجيال الكثير. ورغم ان العمل المسرحي القطري لم ينل الفوز بجائزة المهرجان، وذهبت للمملكة العربية السعودية، فإن حفل الختام للمهرجان كان مميزا من خلال كلمة سمو الشيخ سلطان القاسمي الذي اكد على اهمية الحركة المسرحية في الخليج، حيث دعا سموه إلى استمرار الاهتمام بالمسرح المدرسي لأنه يفرز ثقافة ووعيا مسرحيا كما ينمي ذائقة المتفرج، والاهتمام بمسرح الطفل تربية وتنشئة وسلوكا مما يعتبر إعدادا لشخصية الطفل المبتكر الموهوب، والاهتمام بالمسارح الفئوية ومسارح الشباب ومسارح الفتيات والمسرح الجامعي وكلها شحذ لطاقات الموهوبين والموهوبات وتلمس لحاجات الفئات المجتمعية. ** كلمة أخيرة الشارقة في هذه الايام تشهد في نفس الوقت عدة فعاليات ثقافية وتراثية تثلج الصدر، فبجانب مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، يقام فيها ايضا مهرجان الشعر، وأسبوع التراث القطري. [email protected]