18 سبتمبر 2025
تسجيلتجلس من نومك يوماً ما ، وإذ بالصدر ضيق حرج كأنما تركب صاروخاً يصعـد بك الى السماء ، وتشعر بنوع من الإحباط والكآبة لا تعرف لهما مصدراً أو سبباً ، وتحاول متثاقلاً أن تتحرك وتقوم بأعمالك اليومية ، فتشعر أنك لست أنت الإنسان الذي كان بالأمس نشطاً مرحاً .. فتبدأ ترى الأشياء ليست كما كانت من ذي قبل ، ومؤشر المزاج بشكل عام هابط ، لا تجد أي حماسة للعمل أو الجلوس الى غيرك والتحدث معه ، بل إن كل ما تريده في تلك اللحظات هو أن تختلي بنفسك لا تسمع إلا همسك ! هذا أمر طبيعي يحدث لي ولك ولها وله ولكثيرين .. إن لذلك تفسيرات كثيرة منها ، أن ذاك الهم أو شعور الإحباط إنما هو كفارة لذنوبنا الكثيرة ، فينزل هذا الهم على الصدر ثقيلاً ، ومع البدء في الاستغفار وذكر الله ساعة أو ساعتين من الزمن ، يجد المرء وقد انشرح صدره وبدأ يتحسن مزاجه ، وفي ذلك اشارة بإذن الله الى تكفير الذنوب والسيئات كما بالحديث الذي رواه الترمذي " ما من شيء يصيب المؤمن من نصب ولا حزن ولا وصب حتى الهم يهمه إلا كفر به عنه سيئاته ".. فيما تفسير ثان أن الاحباط والاكتئاب نتيجة أعمال سابقة فيها اخفاقات وعدم انجاز أو شعور بالدونية في مجتمع ما ، وهكذا تتراكم تلك المشاعر بالنفس يوماً بعد آخر حتى تخرج بعد حين على الشاكلة التي تحدثنا عنها بالمقدمة .. ما يهمنا في هذا الحديث سرعة التوجه الى الخالق عز وجل حين يبدأ أحدنا يومه بتلك المشاعر المحبطة الكئيبة .. فإن قوله الحق " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ، حقيقة لا يمكن أبداً الشك فيها وحولها. وقد وردت أحاديث كثيرة في رفع هذه المشاعر عن النفس يمكن البحث عنها والاحتفاظ بها والمداومة على قراءتها ، وإن أفضل الذكر قراءة ما تيسر من القرآن بشكل يومي وإن كان قليلاً ، فإن القليل الدائم خيرٌ من الكثير المنقطع .. وعافانا الله جميعاً من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن والبخل ومن غلبة الدّين وقهر الرجال .