17 سبتمبر 2025

تسجيل

مآسي ما بعد موت الربيع

19 فبراير 2014

العالم العربي اليوم مشغول جداً جداً بالصراع على السلطة والحروب الداخلية وإفلاس الأحزاب السياسية والركض وراء المناصب والمال، الليبراليون أسفروا عن ديكتاتورية بشعة ورفض أي شيء معارض وعدم القبول بالإسلاميين، الإسلاميون انخدعوا بالسلطة وحارب بعضهم بعضا، وما رأيناه من حزب النور وغيره في تقديم التنازلات للوصول للسلطة، وموقف حزب الله والعدالة في الجهل بما يجري والغرور بالسلطة، ولكن اتفق العرب بكل أطيافهم على نقل العالم العربي إلى الوراء إلى صراعات القرون الماضية والحرب بالنيابة عن داحس والغبراء وحرب البسوس والحرب نيابة عن يزيد ومعاوية وعلي والحسين، وا آسفاه يا للعار لهذه الأمة وتركوا رسالتهم وهويتهم التي شرفهم بها الله ونبيهم وأصبحوا بعد الربيع أبشع من الديكتاتوريين السابقين الذين سبقوهم. ما يجري أمر سيسجله التاريخ صفحة سوداء في تاريخ هذه الأمة، كنت انتظر مظاهرات ومسيرات وحملات تضامن مع شعب إفريقيا الوسطى والمجازر التي تجري هناك وتدخل أوروبا وتتحرك جهات التبشير الاستعمارية للقضاء على المسلمين في هذا البلد كجس نبض استعداداً لحرب في إفريقيا في ظل إشغال العرب عن دورهم وإبعاد القارة الغنية عنهم وإقصائهم عنها، ملايين المهجرين، قطع أيدي أطفال، تشويه، مجازر بالهوية، لم تصل إلى قلوب الدول العربية والإسلامية ولا إلى ثورات الشباب التي لم تكلف نفسها حتى بموقف تضامني مع إخوانهم. إفريقيا التربة الغنية تسيل لعاب الشركات الغربية، اليورانيوم والذهب والألماس، سرقة ذهب غينيا وأسماك السينغال ويورانيوم مالي وذهبها وكذلك إفريقيا الوسطى بلاد لها ماس هي وسيراليون، فرنسا اليوم تعود للقارة الإفريقية، وإسرائيل تستعد والعرب ينسحبون تاركين إخوانهم ضحايا الجرائم البشعة والتصفيات، فكيف وهم قد تركوا القدس وفلسطين والمسجد الأقصى وأراضي ومزاره ومأساة إنسانية بشعة في فلسطين المحتلة، وبشار يكمل ما بقي في اليرموك، والعرب خيولهم وسيوفهم، ويبدو أن القادة العرب والساسة قد قرروا أن يشتروا السلاح لقتل بعضهم بعضا وربما تجتمع الجامعة العربية لشراء الخيول والسيوف للحرب بأسلوب الماضي.إسرائيل تصنع أسلحة حديثة وبرنامجا نوويا وتهجر وتدمر وتنتهك المسجد الأقصى، ومسلمو إفريقيا الوسطى يستغيثون، وإسرائيل والكنائس تشكر إيران أنها تقوم بالواجب نيابة عنها في سوريا من مجازر وتدمير وفي العراق من تهجير وإبادة وفي اليمن، واستطاعت إسرائيل، بدعم غربي وجريمة إيرانية وتحالف ثلاثي لإبادة المسلمين، أن تحقق هدفها، ها هم العرب صامتون، يومياً أحداث في ليبيا ويومياً إرهاب وقتل وصراع باليمن، إضافة إلى ما يجري في سوريا والعراق.يا شباب يا جيل المستقبل ها أنتم ثرتم في مصر لخلع مبارك، فماذا بعد مبارك، وعاد عدد كبير منكم ليصبح أداة لعودة أبشع من نظام مبارك، وتتقاذفكم الأحزاب والجماعات وأنتم لا تعرفون هويتكم ولإلغاء دور مصر التاريخي، وها أنتم يا شباب اليمن، إيران تريد احتلال بلادكم واليمن تتمزق والأحزاب أخذوا ثورتكم لأنكم غير محصنين فهلا خرجتكم بمسيرة مليونية ضد الاحتلال الإيراني وعودة النظام الإمامي البشع، ثورة سبتمبر التي ضحى بها أجدادكم وآباؤكم للخلاص من هذا النظام الذي تريد إيران إعادته لكم بأبشع، وصدقوني أولى الضحايا ولن تسلم بيوتكم ولا أعراضكم من النازيين والقرامطة الجدد وكذلك دعاة الإرهاب، وها أنتم يا شباب ليبيا عار على ما يجري في بلادكم أي المصالحة الوطنية.اليوم لا تسمع عن مصالحة وطنية لا حل إلا بالتوافق والوحدة وتطلعات الأمة لوحدة كبرى، برنارد لويس رسم خطته والاستعمار عاد بوجهه الجديد، وكشف عن حليفه المستمر الإيراني الذي هو أبشع من إسرائيل لأنه يريد ضم البحرين والخليج واليمن ويصارع في سوريا والعراق، وحذر المخلصون منذ زمن من ذلك ولكن دون سمع، وها هي الأمور انكشفت والأوراق ظهرت، وما يجري في إفريقيا الوسطى ومالي وغيرهما هو انكشاف الأوراق والأهداف، وللأسف أن الربيع تحول إلى كارثة كبرى، لقد عاد النظام السابق بأبشع صوره وبوجود أشد قسوة وبتحقيق أهداف كونداليزا رايس وبالخضوع والاستسلام لأعداء الأمة والسبب معروف أن ثورات الربيع رُسم لها وتم احتواؤها، والشباب غير محصن لأنه لا يقرأ ولأن ثقافته من الإنترنت والمحطات وأغلب هذه لحاطب ليل ومزورة وإعلام موجه، وكما يقول المصريون باعوا لهم الهرم والعتبة الخضراء مثل فيلم إسماعيل ياسين، حسبناه نكتة فإذا به واقع. وعندي سؤال لشباب الربيع فقط، أما الأحزاب والساسة فقد صلينا عليهم صلاة الجنازة ويئسنا منهم، لماذا لا نسمع صوتكم عما يجري في فلسطين والقدس والعراق وسوريا؟ أين أنتم من مجازر إخوانكم في إفريقيا الوسطى؟ لماذا لا نرى مسيرات مليونية تندد بتدخل إيران وجرائمها بحق الإنسانية في صعدة ودمشق وبغداد.سؤال هل له من جواب إذا كانت هناك آذان تسمع.