19 سبتمبر 2025
تسجيلستقول على الفور : هو المتفوق في دراسته .. وقد يقول آخر بأنه الشاطر في تجارته ، وتعريف ثالث بأنه ذاك الشخص الذي لديه القدرة على إخراج نفسه من الأزمات والمشكلات بسهولة ويسر .. إلى آخر قائمة طويلة من التعريفات وكلها صحيحة .. لكن هناك نوع آخر من الذكاءات يتحدث عنه كثيرون اليوم ، وهو ما نسميه بالذكاء العاطفي ، الذي صار من أبرز الصفات الجوهرية المطلوبة لأي قائد يريد أن ينجح ، حيث يقول المشتغلون على هذا النوع من الذكاءات ، بأن الذكاء العاطفي كتعريف مبسط له ، هو القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين من أجل تحفيز أنفسنا ، ولإدارة عاطفتنا بشكـل سلـيم في علاقتنا مع الآخرين. الذكاء الأكاديمي إن صح وجاز لنا التعبير يوظف صاحبه أو يتيح له فرصة الحصول على الوظيفة ، ولكن هل التوظيف هدف أو هو الغاية لأي أحد منا ؟ بالطبع ليس للجميع ، فإن للبعض طموحات وأهداف ورؤى بعيدة ، أو هكذا يُفترض أن يكون ، ولهذا صار الذكاء الأكاديمي لا يكفي لتحقيق الأهداف والرؤى البعيدة في العمل ، لماذا ؟ لأن المطلوب اليوم هو أن يكون الموظف صاحب ذكاء عاطفي ليرتقي ويبرز .. فماذا يعني هذا ؟ إنه يعني بكل وضوح أن الذكاء العاطفي سبب للترقيات في العمل ، فالذكاء العاطفي يعني تلك القدرة على ضبط النفس وحسن التعامل مع الغير وضبط المشاعر والثقة بالنفس والتعزيز الذاتي والمبادرة إلى العمل والسعي نحو الإنتاج ذو الجودة العالية الراقية .. كل تلك المظاهر التي نجمعها تحت مسمى الذكاء العاطفي مطلوبة اليوم في عالم الأعمال والإدارة . فماذا تنفعك درجاتك الأكاديمية العالية التي حققتها في الجامعة وأنت لا تملك القدرة على ضبط نفسك ومشاعرك في مواقف الحياة المختلفة ، وتجد نفسك وقد فقدت صبرك وسيطرتك على نفسك في مواقف مثيرة تتطلب الهدوء أكثر من رفع الصوت والساعد .. ما فائدة شهادتك الجامعية وأنت لا تعزز نفسك ومهاراتك ، ولا تملك روح المبادرة ؟ إنك بفقدانك لهذا النوع من الذكاءات ستفقد بالضرورة فرص الترقية والصعود لأعلى . نعم ساعدتك درجاتك وتحصيلك العلمي العالي في الجامعة على حصولك على وظيفة مناسبة ، ولكن ماذا بعد ذلك ؟ هذا هو الأهم ، وهذا هو مقصدنا من حديث اليوم .. فكر وتأمّل في وضعك الحالي ، ثم انظر وقرر ما أنت فاعله ؟