11 سبتمبر 2025
تسجيلفي نهاية الأسبوع الماضي كتبت مقالا عن مركز الجزيرة الاعلامي، ودوره في رفد المؤسسات الصحفية المحلية، ووعدت بالإجابة في مقال تال عن تساؤل حول دور المؤسسات الصحفية في إعداد الكوادر. المؤسسات الصحفية إلى عهد قريب لم تكن لديها مراكز تدريبية، باستثناء جريدة الشرق التي استشعرت حجم المسؤولية بضرورة إنشاء مركز تدريبي، فكان أن أقيم هذا المركز مع انتقالها الى المبنى الجديد، ليباشر عمله منذ نحو 6 اشهر، وبالتالي لم «تضرب» هذه المؤسسات الصدر، وتعلن ليل نهار عن دورات تدريبية، وبرامج «متألقة»، او تستقطب عشرات، بل مئات الافراد من الخارج ، باستضافة كاملة، وكرم سخي، انما كان من يأتي إليها راغبا في الالتحاق بأقسامها التحريرية تفتح له الابواب. «الشرق» عملت على ايجاد مركز تدريبي، واقامت - من بين دوراتها - دورة صحفية مجانية للراغبين، شارك فيها قرابة 60 مشاركا ما بين شاب وفتاة، واستقطبت محاضرين اكفاء من قسم الاعلام بجامعة قطر، ولم تكتف بتقديم هذه الدورة، كتأدية واجب فقط، بل دفعت بهؤلاء المشاركين ـ ولأول مرة في تاريخ الصحافة القطرية ـ الى ممارسة عملية في إصدار صحيفة، فكان ان قاموا بإصدار جريدة تحت مسمى «بالقطري الفصيح» باحتضان كامل ومتابعة اولا بأول من الاستاذ عبد اللطيف بن عبد الله آل محمود المدير العام ورئيس التحرير، فكان عددا قطريا 100% ، وهو ما دفع العديد منهم لمواصلة العمل مع الشرق ، وليس هذا فقط ، بل ان توجه الادارة العامة والتحريرية يمضي قدما نحو جعل «بالقطري الفصيح» صحيفة دورية تصدرها الاقلام القطرية، بهدف تشجيعهم، مع منحهم الحوافز المعنوية والمادية لمن واصل الطريق منهم، ونحن بصدد الاعداد لهذا العدد من خلال الاشراف العام، لكن المواد الصحفية سيقوم هؤلاء الشباب والفتيات بتجهيزها، فقد حاولنا ايجاد حلقات اتصال ولقاءات مباشرة مع هؤلاء الاخوة والاخوات. وعلى الرغم من هذا الجهد الذي بذل ـ واتحدث هنا عن الشرق ـ فإننا نعترف بالتقصير تجاه قضية استقطاب الشباب القطري، بالرغم من محاولاتنا تدعيم اقسام الصحيفة المختلفة بهذه الكوادر، الا اننا لم نقم مثلا باستضافة عناصر من خارج قطر، سعيا للظهور الاعلامي، ونسينا الداخل، كما يقول المثل الدارج «عين عذاري تسقي البعيد وتنسى القريب»، وهو ما ينطبق على مركز الجزيرة الاعلامي. كان الامل بأن يكون مركز الجزيرة الاعلامي منطلقا لتأهيل واعداد الكوادر القطرية في مجاله بالدرجة الاولى، وامداد مؤسساتنا بهذه العناصر، وبالتالي يتحول الى مؤسسة فاعلة على الساحة المحلية، بدلا من الفاعلية على الساحة الخارجية.