الانهيار النفسي

الانهيار النفسي هو عدم قدرة الشخص على تحمل المزيد من الضغوط النفسية سواء كانت مشاعر خوف أو مشاعر حزن شديد أو مشاعر عاطفية واحتياج شديد. ويحدث الانهيار عندما يكون الشخص في حالة سلبية جداً ولا يستطيع أن يعيش حياة طبيعية ويتولد لديه الشعور بالخوف وعدم الأمان، والشعور بالنقص، والدونية وانه أقل من غيره وتكمن أعراض الانهيار النفسي بالعزلة والابتعاد عن الناس وقد تصل أحيانا لمحاولة الانتحار دون وعي منه، لان المريض يكون في حالة اضطراب وعدم اتزان ويشعر بمشاعر الضعف وعدم الثقة في النفس والرغبة الدائمة في الاختباء والجلوس وحيداً، وقد تصاحبه أعراض جسدية تترافق مع الحالة الفكرية له من قلق وحزن وفقدان الأمل مثل الاختناق المفاجئ والتعرق وتسارع ضربات القلب دون بذل أي مجهود بدنى، والتقيؤ والاسهال أو الامساك وضعف مناعة الجسم وقلة قدرته على مقاومة الأمراض وبالتالي الشعور بالأوجاع الجسمية بمجرد التفكير في هذه الضغوطات. وهنا يأتى دور الأهل والمحيطين في ملاحظة التغيرات التى تطرأ على الشخص الذي يعيش معهم، بتعزيز المشاركة والخروج من المنزل والدعم والاحتواء، واقتراح أنشطة مفيدة بالخروج في رحلات للطبيعة للبحر أو الحدائق، والسفر واكتشاف ثقافات جديدة، أو مزاولة لأي نشاط أو هواية محببة لدى الشخص كالكتابة أو الطبخ أو حتى الصيد وغيرها حيث إن جميعها عوامل تساعد في تخفيف حدة الضغوطات النفسية وحتى لا تتراكم وتتحول إلى اكتئاب فيحتاج بعدها لزيارة الطبيب النفسي للتقييم والتوجيه. ومن أكثر المجالات التي يتعرض فيها الشخص للضغط النفسي المجال المهنى والتحديات في بيئة العمل، وما ينتج عنها من صراعات نفسية داخلية بالاضافه إلى تواجده في بيئة خارجية تفتقر للأمان والاستقرار الوظيفي في ظل ظروف حياتية خالية من السعادة والمتعة، ولا يتوافر فيها سوى الصبر والتعب والتضحية والمسؤوليات والتهديد، لذلك أوصى رسولنا الكريم بالترويح عن النفس قائلاً (روحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت)، وعن الإمام علي بن أبي طالب قال (إن للقلوب إقبالاً وإدباراً، ونشاطاً وفتوراً، فإذا أقبلت بصرت وفهمت، وإذا أدبرت كلت وملت)، فالحياة ليست مفروشة بالورد كما نتمنى، وليس كل ما نريده يحدث لنا ولربما تتغير الأحداث، وتتبدل الأحوال من حال إلى حال، ولا حيلة لنا إلا الصبر والاحتساب دون ملل ويأس في ظل احتواء عائلة محبِة أو صحبة صادقة تتمنى لنا الخير دائماً وتخفف علينا ولا تزيد من همومنا وأوجاعنا.