20 سبتمبر 2025
تسجيلأشرت في الجزء الأول من هذا المقال إلى اتساع الفرص أمام رواد الأعمال في مجال التجارة الإلكترونية، ودور قطر في تهيئة المناخ المناسب لتحسين هذا القطاع الهام، وقد كنت عبرت في مقال سابق عن مدى تفاؤلي من التفوق القطري في المشهد الرقمي، وكيف أن قطر قادمة على ارتفاع مؤشرات قطاع التجارة الإلكترونية الأمر الذي يجعل أمام الرواد فرصاً لا حصر لها للانطلاق. والحقيقة أني لازلت عند مستوى التفاؤل بل أقوى، وأقول ذلك من واقع ممارسة لا مجرد رؤى وتصورات، فقطر لديها رؤية طموحة للعام 2030 ركزت فيه على جانب التنمية الاقتصادية، وخصت بذلك خلق مناخ استثماري محفز قادر على جذب الأموال والتقنيات وتشجيع الاستثمارات الوطنية، وصناعة بيئة اقتصادية منفتحة مرنة قادرة على التنافس في عالم متغير، فضلاً عن استراتيجية قطر للحكومة الرقمية 2020، والاستراتيجية الرقمية الجديدة 2021-2026، وهذه مؤشرات تدفع كل رائد أعمال قطري أن يضع نصب عينيه النجاح ويبني مشروعاته وهو واثق من أن الدولة تسير وفق استراتيجيات اقتصادية وتقنية هدفها التنمية والرفاهية ودعم المستثمر الوطني للتفوق محلياً والمنافسة عالمياً. أود تنبيه رواد الأعمال إلى العديد من المبادرات والبرامج التي قامت بها وزارة الاتصالات ووزارة التجارة والصناعة وعدد من مؤسسات الدولة في قطر والتي تقوم على تقديم خدمات رقمية واستشارية في مجال التجارة الإلكترونية، الهدف منها تحسين النشاط التجاري من خلال الحلول الرقمية للوصول إلى أفضل الخدمات، كل ذلك من أجل تعزيز الاقتصاد الرقمي في قطر وتعزيز الاستثمار في هذا القطاع الهام. سأضع بين أيديكم أهم البرامج والمبادرات التي تقدمها دولة قطر لتشجيع رواد الأعمال في بداية مشاريعهم الإلكترونية، وبالتأكيد أن المجال مفتوح للاستفادة من الممارسات العالمية وتطبيقها على النموذج المحلي وتطويرها للمنافسة. ومن أبرز تلك المبادرات والبرامج، برنامج التجارة الإلكترونية وهو برنامج يسعى لتوفير بيئة مواتية لكل المستخدمين والتجار لإجراء معاملاتهم الإلكترونية بكل سهولة ويسر، ويمكن العودة إلى بوابة التجارة الإلكترونية القطرية للاطلاع على المزيد. كما قامت وزارة المواصلات والاتصالات بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة بوضع خريطة طريق التجارة الإلكترونية والتي توفر من خلالها تفاصيل دقيقة لكل تاجر إلكتروني عما ينتظره في هذا المجال، وتنير له الواجهة كي يستطيع المضي قدماً بسهولة ودون أي عراقيل. هناك أيضا برنامج التحول الرقمي للشركات الصغيرة والمتوسطة الذي يسعى إلى تشجيع استخدام تكنولوجيا المعلومات في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز فوائد استخدام التكنولوجيا الحديثة في قطاع الأعمال، ويركز على ثلاثة مجالات هامة وهي، التواجد الإلكتروني، والتجارة الإلكترونية، والخدمات السحابية، وهذا البرنامج يساعد رواد الأعمال لبداية رحلة التحول الرقمي الخاصة بهم. هذا جزء بسيط من جهود دولة قطر في دعم التجارة الإلكترونية وتشجيع روادها وهناك الكثير من المبادرات، وما على رواد الأعمال إلا أن يطلقوا العنان لأفكارهم التجارية ولا يقلقهم هذا الكم الهائل من المواقع الإلكترونية التجارية حول العام والتي تزيد عن 24 مليون موقع، فكما أسلفنا لا تزال التجارة الإلكترونية تستحوذ على نسبة بسيطة من إجمالي تجارة التجزئة. لا تدع الأمر يوقفك، كل ما في الأمر أنك بحاجة للتفكير والإبداع وخلق استراتيجيات فعالة تستطيع من خلالها تنمية التجارة الإلكترونية الخاصة بك، اعثر على الثغرة المناسبة لتنفذ من خلالها إلى جمهورك المستهدف، وحينها ستكون في الطريق الصحيح إلى صدارة المنافسة. عزيزي رائد الأعمال.. وأنت قادم على خلق فرصتك التجارية القادمة.. تذكر أن التجارة الإلكترونية هي الحصان الرابح في المستقبل القريب، لذا اعزم وتوكل واعمل بالأسباب، وتدرب على احتراف التجارة الإلكترونية والتزم بالضوابط والممارسات الفعالة.. والنجاح أمامك بإذن الله. [email protected]