19 سبتمبر 2025
تسجيلبحسب العلماء المشتغلين في علوم الفلك، إنه يولد 275 مليون نجم بشكل يومي في هذا الفضاء، مما دفع العلماء من الغرب والشرق إلى إعادة النظر في مصطلح الفضاء الذي يطلق على السماء الدنيا، بعد أن تبين لهم أن هذه السماء ليست فضاءً أو فراغاً كما كانوا يعتقدون، بل مليئة مُحكمة البنيان ولا مجال لفراغ فيها!إن لذاك الرقم الرهيب لعدد النجوم التي تولد كل يوم، دلالة على أن هذا الكون يتمدد ويتوسع كما ذكر ذلك القرآن في قوله تعالى (والسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإنَّا لَمُوسِعُونَ).. وقد أطلق علماء الفلك كلمة فضاء أو space على السماء لاعتقادهم أن الكون مليء بالفراغات ولكن تبين فيما بعد عكس ذلك تماماً.إذ كلما تطورت أبحاث علماء الفلك وتقدمت في استكشاف هذا المحيط الهائل من السواد فوقنا، وجدوا أن المجرات والمادة في هذا الكون ليست عشوائية لا رابط بينها، وأن هذا السواد أو الفراغ إنما هو بناء دقيق مُحكم، أو هو أشبه بنسيج كوني cosmic web محكم البناء ومترابط بشكل مذهل، مما دفعهم إلى تعديل المصطلح من فضاء إلى بناء أو building.. ووجدوا كذلك أن المادة السوداء في السماء ما هي إلا عبارة عن جسور وروابط، تجعل المجرات مرتبطة ببعضها البعض على هيئة بناء كوني هائل ومذهل مثل شبكة الإنترنت التي نعرفها، وهو ما أشار إليه القرآن في قوله تعالى (الذي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ فراشًا والسَّماءَ بِنَاءً).إن كان المرء منا يتوق فعلاً إلى ملء قلبه بالإيمان عبر التأمل والتفكر، فليرفع رأسه إلى السماء الدنيا ليلاً، بعيداً عن مناطق التلوث الضوئي.. سيتعجب من هذا البناء الهائل المذهل فوقنا، وكم نحن في غفلة شبه مستمرة عنه. لا نستمتع بجمال هذا البناء وبالتالي لا نجد وقتاً لذاك النوع من التأمل الجالب للخشية والاطمئنان والإيمان إلى القلب.. (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطلاً سُبْحانَك فقِنا عَذابَ النَّارِ).