20 سبتمبر 2025

تسجيل

الصمت ليس فضيلة! (1-2)

19 يناير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا وَانثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا وَاجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ في مَدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا وَاذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّمًا لِمَساجِدِ اللهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا هذه الأبيات هي مستهل قصيدة عصماء نظمها قبل نحو قرن وتحديدا عام (1924) أمير الشعراء أحمد شوقي تحية وإجلالا ومدحا وتمجيدا للأزهر الشريف، وفي مراحل تاريخية سابقة، وحتى أثناء الاحتلال الفرنسي ثم الانجليزي لمصر، كان الناس يفزعون إلى شيخ الأزهر وعلمائه الأجلاء يستنجدون بهم لمواجهة محن الدنيا والدين، فكان الأزهر قبلة المناضلين ضد الظلم وكعبة المجاهدين ضد الاستبداد والجور على حقوق الله وحقوق العباد، فتنطلق منه المظاهرات ولا تهدأ إلا ريثما تُرد المظالم وتُعاد الحقوق. وفي حقبة تاريخية لاحقة في عهد الجمهورية والاستقلال للبلاد فقد الأزهر استقلاله (!) وتم إضعافه بصورة ممنهجة، فغاب عن المشهد العام تماما، وتراجع دوره على يد أصحاب القرار بهدف تطويعه وإلحاقه بالنظام السياسي وتسخيرا له في خدمة أغراضه وإن تعارضت مع رسالة الأزهر، وقد أجمع علماء الأزهر ورموزه على انحسار دوره خلال العقود الستة الماضية، بفعل ضغوط الحكومات وسن قوانين وأنظمة تحد من حركته وفاعليته، وترتب على ذلك تراجع الإصلاح، وضعف صمود الأزهر أمام التيارات الزاحفة، سواء المتطرفة منها أو الانحلالية. وساعد على هذا التراجع افتقار مؤسسة الأزهر للاستقلال المالي، خاصة بعد تقليص أوقافه وإلحاقها بالدولة، وصدور أخطر قانونين عطلا مسيرته، وهما قانون إلغاء الوقف الأهلي، وقانون تطوير الأزهر، ومن المدهش أن هذا القانون ذاته محل انتقاد شيخ الأزهر الحالي د.أحمد الطيب الذي وصف الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بأنه سبب فساد الأزهر، مؤكداً أن لأول نظام تضعضع فيه الأزهر هو نظام عبد الناصر والمد الاشتراكي (روزاليوسف 17/1/2015). أن التاريخ البعيد والقريب يسطر لنا صفحات خالدة ومواقف مجيدة لشيوخ الأزهر الشريف، وفيها لم يخافوا في الله وفي الحق لومة لائم، وكثيرة هي مواقفهم الشجاعة في الدفاع عن كرامة الأزهر وعلمائه، على امتداد أكثر من عشرة قرون من عمره المديد، وقد دفعتهم هذه المواقف في بعض الأحيان إلى الاستقالة من مناصبهم. فما بال الشيخ أحمد الطيب يصمت على وصم الأزهر بالإرهاب ونعت الأزهريين بالإرهابيين، أليس هو الإمام الأكبر وكبير الأزاهرة.. فهل يليق بمقامه العالي أن يوصف بكبير الإرهابيين ويصمت؟! وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.