15 سبتمبر 2025

تسجيل

كرفانات اللاجئين والجنود المجهولين

19 يناير 2015

"بدلها بكرفان" هو عنوان حملة أطلقتها مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" قبل نحو 8 أيام فقط، لتوفير وحدات سكنية سابقة التجهيز لإخواننا "اللاجئين السوريين" الذين يعيشون داخل خيام من القماش في برد الشتاء بمخيم الزعتري بالمملكة الأردنية الهاشمية، والذين يواجهون الموت برداً في ظل العواصف الشتوية والثلجية، وبفضل الله وحرص "الأيادي البيضاء" من أبناء الوطن والمقيمين على أرضه "استطاعت" مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" حتى الأربعاء المنصرم "جمع"أكثر من 1400 كرفان، وهو عمل نبيل اعتادت "راف" بفضل الله وتبرعات أصحاب الأيادي البيضاء القيام به مع أشقائنا وإخواننا الذين يحتاجون إلى المساعدة بمختلف البلدان العربية والإسلامية والإنسانية في كل مكان وزمان، إن الحملة التي انطلقت وتداولها الجميع على هواتفهم الجوالة عبر برامج ومواقع التواصل كان لها مردود إيجابي للغاية، وقد تصل الكرفانات مع نهاية الحملة إلى عدة آلاف، وهو ما نأمل أن يتحقق لنجدة مئات وآلاف الأسر التي تواجه برد الشتاء بأجسادهم الضعيفة التي تعاني في خيام "هشة" تسترهم ولا تدفئهم، لقد استطاعت الحملة توفير "كرفانات" بلغت 1400 كرفان، ليغادر وفداً من "راف" برئاسة الدكتور عايض القحطاني رئيس مجلس الأمناء والمدير العام للمؤسسة إلى الأردن يوم الجمعة الماضي لتسليم أولى دفعات هذه الكرفانات إلى مستحقيها من اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري، على أن يتوالى توزيع الكرفانات بواقع 20 إلى 30 كرفاناً في اليوم حتى نفاذ الكمية التي نأمل أن تغطي احتياجات البسطاء والمحتاجين من هؤلاء اللاجئين الذين تشردوا من بلدهم الشقيق سوريا بسبب الأحداث الجارية، كما قامت "قطر الخيرية" بإطلاق حملة "قبل أن يتجمد" المتعلقة باللاجئين السوريين في دول الجوار، والنازحين في الداخل السوري المتضررين من العواصف الشتوية والثلجية في فصل الشتاء، وتستهدف الحملة توفير "كرفانات" لإيواء الأسر والعائلات السورية، وتبلغ تكلفة الكرفان الواحد بكامل خدماتها 10 آلاف ريال، كما تسعى "قطر الخيرية" إلى تنظيم قافلة مساعدات إغاثة للداخل السوري بتكلفة 200 ألف ريال للشاحنة الواحدة التي تكفي مئونة 450 أسرة لمدة شهر، و450 حقيبة مليئة بالملابس الشتوية للأطفال الذين يموتون من برد الشتاء، وثمن الحقيبة الواحدة 1000 ريال، و450 سلة غذائية، و900 بطانية لنفس العدد، وتجذب مبادرات وحملات "قطر الخيرية" وغيرها من المؤسسات والجمعيات الخيرية "أصحاب الأيادي البيضاء" الذين لا يغفلون ولا يتهاونون في مساعدة الأشقاء العرب والمسلمين وكل البشر عندما يحتاجون إلينا، هذا إلى جانب حملة "القلوب الدافئة" التي أطلقتها كل من قطر الخيرية و"راف" وعيد الخيرية والهلال الأحمر القطري، لتوفير الإيواء والتدفئة والغذاء لأشقائنا أبناء الشعب السوري، وغيرها من الحملات المستمرة من قبل قطر لشعوبنا العربية والإسلامية الشقيقة، إن هناك جنوداً مجهولين وراء هذا العمل الإنساني الذي تقدمه مؤسساتنا وجمعياتنا الخيرية في قطر، وهؤلاء الجنود المجهولون والمعروفون لنا وللجميع بـ "أصحاب الأيادي البيضاء" هم من يدعمون كل فكرة إنسانية وخدمية تجعلها تتبلور في مشروعات تنفذها المؤسسات الخيرية القطرية في كل بلدان المجتمعات التي تحتاج إلى المساعدة، ولولا "أصحاب الأيادي البيضاء" واستمرار عطائها "أدامه الله" لما استطاعت مؤسساتنا الخيرية القيام بهذا الدور في مساعدة ودعم المحتاجين، من هنا أشكر "الجنود المجهولين" أصحاب الأيادي البيضاء وأدعو الله أن يتقبل منهم ويديم عليهم الخيرات ويكثر الله من أمثالهم، وأشكر مؤسساتنا التي استطاعت في الفترة الأخيرة من دعم اللاجئين السوريين بآلاف الكرفانات ونجدتهم وأبنائهم الصغار من الموت في برد الشتاء، والله من وراء القصد.