14 سبتمبر 2025

تسجيل

الشعب المصري قادم على ثورة جديدة

19 يناير 2014

لا يختلف اثنان على ان وسائل الاعلام بأنواعها المختلفة اصبحت اليوم تؤثر تأثيرا كبيرا على الرأي العام، فهي السلاح الذي يقوم على المصداقية اذا وجه نحو هذا الاتجاه، وهو الإعلام الكاذب اذا وجهته الحكومات والدول ورجال الاعمال لخدمة المصالح، بغرض تحقيق بعض الاهداف والتوجهات السياسية وتحقيق مكاسب دعائية وقت الازمات، لإنقاذ الحكومات الفاشلة وغير الشرعية. وما يحدث في الإعلام المصري اليوم يعد جريمة في المعايير الأخلاقية بكل المقاييس.والمتابع لمسيرة الإعلام الكاذب عبر التاريخ يجد ان المشهد يكاد يتكرر بين حقبة واخرى، فهو ليس وليد اليوم، بل هو نسخة مكررة لإعلام كان سائدا في القرنين الماضيين، وبخاصة إبان حكم الدولة النازية في المانيا التي علمت العالم افضل الدروس في صناعة الإعلام الكاذب. ** الإعلام المصري الأكثر كذباواليوم الشيء نفسه يتكرر مع "الإعلام المصري الكاذب" من خلال المشهد السياسي في مصر، عبر الاخبار والتحاليل والانتقادات التي توجه لضرب الجبهة الداخلية للشعب المصري، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى من خلال توجيه هذا السلاح الفتاك لبعض القيادات والدول الاخرى خارج مصر، عبر تلفيق الاخبار والاساءة بصورة متعمدة، وفبركة الاحداث ونشرها بصورة مزيفة لا تخدم رسالة الاعلام ولا تقوم على الشفافية والحرية في نشر الحقائق، وهو ما يتنافى مع الواقع المعاش ولا يخدم سوى اعداء حرية الكلمة.الإعلام المصري مصاب اليوم بتخمة في المادة الاعلامية الكاذبة التي يقدمها للمستمع والمشاهد من خلال تزييف الحقائق بشتى الصور للمشاهد المصري اولا والعربي ثانيا، فليس من المعقول ان ما يحدث في مصر اليوم يخلو من الاساءة للشعب المصري، فمظاهر العنف وقتل الابرياء في الشوارع والبيوت، والاعتقالات التي ليس لها حدود للمصريين الذين يقومون بالتظاهر من اجل التعبير عن آرائهم ضد ما يحدث في بلدهم من تجاوزات وتصرفات غير انسانية في حقهم، من الامور التي يجب ان تتبوأ صفحات الجرائد والمحطات الفضائية المصرية. ** إعلامهم وتشويه صورة قطرواذا كان الإعلام المصري قد احترف تزييف الحقائق وحول صورة الظالم الى مظلوم والمظلوم الى ظالم، فهذا يجعل وسائل الإعلام في دول العالم الاخرى اكثر شفافية في نشر الحقائق حول المشهد السياسي في مصر اليوم، ولذلك نجد الاعلام المصري يكذب كل ما ينشر عن مصر في الإعلام الآخر، وهو ما يدعو للسخرية ممن يسمَون بالفلول وممن يزرع الفتن والطائفية بين طبقات الشعب المصري الواحد.وعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد ان هجوم أحد المرتزقة من المصريين على دولة قطر كان مفضوحا بسبب احقاده الدفينة التي تعودنا عليها، لانها صارت مكشوفة لنا لان قطر تقول كلمة الحق وهو ما لا يريده هذا الأفاق الدجال، ونشر هذا الهجوم لهذا المرتزق وتضخيمه في بعض وسائل الإعلام المصرية، كان بمثابة الدليل الدامغ على ان الإعلام المصري يعيش ايامه الاخيرة في نشر فصول الكذب التي لم تعد خافية عن المواطن المصري والعربي.ولعل إعلام ثورة 25 يناير 2011 م كان خير برهان في تزييف الحقائق والضحك على الرأي العام في مصر والعالم العربي، وبمرور الأيام انكشفت أمور هذه اللعبة! فقد صور الإعلام المصري ان ما حدث في تونس سنة 2010 م لن يحدث ولن يتكرر في مصر لان الوضع مختلف، "فمصر غير تونس ومبارك غير بن علي!" وهذه هي النغمة التي كانت سائدة في ذلك الوقت، ولكن بمرور الايام سقط نظام مبارك، وهذه كانت اول اكاذيب الاعلام المصري لانه كان يروج لبرنامج "علاقات عامة" لتثبيت النظام الساقط لا محالة. ** قطر مع مصر إلى الأبدوفي غضون ذلك وقفت قطر خلال سنوات الثورة وما قبلها مع الشعب المصري في شتى الظروف، ولذلك جاءت بيانات وزارة الخارجية القطرية في الفترة الماضية منذ اعتصامات رابعة والنهضة وحتى الان، مستنكرة بشدة للتعامل مع المعتصمين والمتظاهرين بمصر من خلال الطريقة التي تم التعامل بها، والتي أودت بحياة كثير من الأبرياء العزل.. إن قطر تتمنى على من بيده السلطة والقوة أن يمتنع عن الخيار الأمني في مواجهة الاعتصامات والمظاهرات السلمية، وأن يحافظ على أرواح المصريين بمواقع التظاهر، وكان البيان القطري يؤكد على ان ثورة 25 يناير ضربت أروع الأمثلة في الاعتصام السلمي "ومن الضروري المحافظة على هذه السلمية وعدم الدفع باتجاه شق صف الشعب المصري الشقيق، إذ من الصعب حساب نتائج المواجهات وإسقاطاتها مستقبلا" وأن الطريق الأضمن والأسلم لحل الأزمة هو الطريق السلمي، ومبدؤه الحوار بين أطراف لا بد لها أن تعيش سوية في إطار التعددية السياسية والاجتماعية، ولا يمكن لأحد منها أن يقصي الآخر، وإن دعوات الحوار التي صدرت كان يمكن لها أن تثمر لو أنها اتبعت بمؤشرات لإظهار الجدية من قبيل الإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الملاحقات. ** مجلس التعاون يستنكر الإساءة لقطروبالامس استنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني بشدة التهديدات التي أطلقها رئيس نادي قضاة مصر المستشار أحمد الزند، التي دعا فيها الجيش المصري الى ارسال عناصر من القوات الى دولة قطر لاعتقال ناشطين مصريين، ووصفها بأنها تهديدات مستهجنة، وتطاول مرفوض على دولة قطر التي وقفت دائما، ولاتزال مع جمهورية مصر العربية وشعبها، وتربطها بالشعب المصري علاقات تاريخية متينة على كافة الأصعدة. وقال الامين العام إن دول المجلس تستنكر وترفض مثل هذه الدعوات التحريضية، مؤكدا على عمق العلاقات الأخوية التي تربط دول مجلس التعاون مع جمهورية مصر العربية وشعبها الشقيق. ** وفي الختام نقول:إن بعض الإعلاميين المصريين تحولوا هذه الايام إلى شرذمة من النصابين الكذابين عديمي الإحساس بامتياز؛ لنشر قضايا مفتعلة بهدف تشويه صور بعض القيادات والدول والمؤسسات الإعلامية العربية، ليصبحوا هم على صواب وغيرهم على خطأ بينما العكس هو الصحيح!!.ومن هنا فلا يمكن أن يُخدع الشباب المصري بما يقدمه لهم هذا الإعلام الكاذب، لأنهم يلجأون إلى وسائل إعلامية اخرى، فمن الإحصاءات أن: 25 مليون مصري يستخدمون الانترنت، بجانب ثمانية ملايين مصري يستخدمون الفيسبوك ومليوني مصري يستخدمون تويتر. ** كلمة أخيرة:من أبجديات العمل في الإعلام أن يكون الإعلام جهة ناقلة وعارضة للحدث لا جهة محرّضة..