11 سبتمبر 2025
تسجيلفي حضور راقٍ لسعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، إلى معهد الدوحة للدراسات العليا، في مطلع شهر ديسمبر الحالي، شارك سعادته في انطلاق أعمال الدورة العاشرة التي ينظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الذي يعد منبرًا مهمًا لعقد حوارات ومناقشات حول القضايا الثقافية والاجتماعية في العالم العربي. يجمع المنتدى وزراء ووجهاء الثقافة من جميع أنحاء المنطقة، ويوفر فرصة لتبادل الآراء والأفكار وتعزيز التعاون الثقافي بين الدول. كان حضور سعادته في هذا الحدث الثقافي المهم يعكس التزامه القوي بدعم وتعزيز الثقافة والفنون في المنطقة. جاء ذلك في ندوة حوارية بعنوان: (الثقافة ودورها في بناء المجتمعات)، بصفتي أول سفيرة في معهد الدوحة، ومن خلال تواجدي في المنتدى أود أن أوضح فكرة الحوار الراقي الذي دار بين سعادة الوزير الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه، وبين الباحث القطري من جامعة قطر الأستاذ الفاضل عبد الرحمن الباكر، عبّر سعادة الوزير أن دور الثقافة في بناء المجتمع يساهم في تعزيز قيم الثقافة والفنون في الحياة اليومية، ويعد رافدًا مهمًا في تعزيز الهوية والتعايش والتلاحم الاجتماعي. وتحدث سعادة الوزير عن ثقافة الصمود، وقوة التحمل والثبات التي تحملها الثقافة في ظل التحديات والمتغيرات الاجتماعية والسياسية. وكيف يؤدي انعكاس الصمود بدوره على الممارسات الثقافية والفنية، إذ يمكن للثقافة أن تعزز الروح المقاومة، والتحمل لدى الأفراد والمجتمعات. إن أهمية الثقافة لها دورها الحيوي في بناء المجتمعات المترابطة والمتعاونة، يمكننا بدايةً تعريف الصمود على أنه القدرة على التحمل والتصميم على البقاء قويًا وثابتًا في مواجهة التحديات والصعاب. إنها صفة تتطلب إرادة قوية وقدرة على التأقلم مع المتغيرات والصمود في وجه الصعاب والمشاكل التي تواجهنا في حياتنا. ويمكننا أيضًا رؤية ثقافة الصمود في بعض الشعوب والمجتمعات التي يواجه أفرادها صراعات وظروفا قاسية. يعتبر الصمود في مواجهة القمع والظلم جزءًا من هويتهم وقيمهم الثقافية. يستخدمون الصمود للحفاظ على هويتهم، ومبادئهم، والتصدي للظروف الصعبة بشكل جماعي. وعليه فثقافة الصمود تتطلب أيضًا القدرة على تحويل الصعاب إلى فرص. ففي بعض الأحيان، يمكن أن تكون التحديات، والمشاكل فرصًا للتعلم والنمو الشخصي. يمكن للأشخاص الصامدين استخدام الصعاب كدافع لتحقيق النجاح، وتطوير مهاراتهم الشخصية، والمهنية. ويمكننا الاستنتاج أن ثقافة الصمود هي صفة قوية وملهمة تساعد الأفراد والمجتمعات على التغلب على التحديات والصعاب في حياتهم. إنها قدرة تتطلب التصميم والإرادة والقدرة على التأقلم والعمل على تحويل الصعاب إلى فرص. بفضل ثقافة الصمود، يمكن للأفراد أن يتغلبوا على المتاهات ويحققوا النجاح والتقدم في حياتهم. لذا، يجب أن نحترم ونقدر الصمود ونسعى لاكتسابه وتعزيزه في حياتنا. أما صمود الثقافة فهو مفهوم يشير إلى قدرة الثقافة على البقاء قوية، والتأثير، والاستمرار عبر الزمن رغم التحديات والتغيرات المحيطة بها. إنها قدرة الثقافة على المحافظة على هويتها وقيمها الأساسية وتجذرها في المجتمع رغم التغيرات السريعة والتأثيرات الخارجية. يعتبر صمود الثقافة أمرًا هامًا، حيث تلعب الثقافة دورًا حاسمًا في تحديد هوية المجتمع وقيمه وتقاليده. تتعرض الثقافات لتحديات مختلفة، مثل التغيرات التكنولوجية، والعولمة، والتحولات الاجتماعية، والسياسية. ومع ذلك، تظل الثقافات الصامدة قادرة على التأقلم، والتكيف مع هذه التحديات دون أن تفقد جوهرها الأساسي. صمود الثقافة يتطلب تفهمًا عميقًا للتاريخ والتراث والقيم الثقافية. يعتمد على قدرة المجتمع على المحافظة على تقاليده وعاداته وإرثه الثقافي، وتنقلها من جيل إلى جيل. يتضمن صمود الثقافة أيضًا القدرة على استيعاب الثقافات الأخرى والتفاعل معها بشكل إيجابي، مع الحفاظ على الهوية الثقافية الأصلية.