10 سبتمبر 2025
تسجيللدى بعض النماذج البشرية سؤال في غاية الاستغراب.. يطرح عليك تساؤله "ها.. انت ما سافرت السنة ؟" وكأنما كان زميلاً لك في رحلات الصيف والشتاء. أو قد يكون قد زار معك عواصم الدول الكبرى.. لا يعلم هل انت تملك ثمن التذكرة أم لا.. نموذج آخر.. يندفع اليك ويقول "يا الله من زمان ما غيرت سيارتك؟" وكأنما هو المنوط اليه امرك دون ان يشعر بان الاقساط قد كبلت حياتك ؟ نموذج رابع يطرح تساؤله كاطار من الود.. "اشلون الوالد.. اشلون الوالدة ؟" ماذا تقول له وانت قد فقدت "الوالدين منذ سنوات !!" هذه النماذج جزء من الفضول الانساني. اما الاغرب فعندما تكون في عزاء شخص ما.. والاغرب اذا كان يرتبط بك المرحوم بعلاقة ما.. كأن يكون صديقاً لك. أو موظفاً معك أو من اقاربك. يجلس ذلك الانسان بقربك ويقدم لك التعازي. ويرتشف فناجين القهوة.. ثم يبدأ في طرح اسئلته: - اشلون مات ؟ - هل كان مريضا ؟ ما نوع المرض الذي أصيب به.. وهل تعالج ؟ ولماذا لم يتعالج في الخارج ؟ - هل لديه زوجة ؟ أولاد ؟ وهل أولاده يعملون أم لا ؟ - اما انت فلا تريد ان تفتح موضوعاً. ولكنه يصرّ ويقول.. بو جاسم مثلاً تعالج في اوروبا.. بومحمد تعالج في امريكا ؟ كان الافضل ألاّ يهمل نفسه.. ولا تنسى ان السكرّ والضغط وآلام الظهر والركبة جزء من آلام العصر.. اسمعني.. حسين.. بوعبدالله تعرفه.. لقد مارس منذ سنوات رياضة المشي.. الآن قد تعدى السبعين وهو في كامل صحته ولياقته.. ناصر بوعزوز.. الحمد لله. بعد جلسات علاج في دولة آسيوية اصبح مثل الحصان.. ولكن ما قلت لي.. كيف مات قريبك..!! امام هذا السرد المزعج وصمتك.. يواصل حديثه.. الاعمار بيد الله. والله قال في محكم آياته.. "وما تدري نفس بأي أرض تموت" لكن على الانسان ان يأخذ بالاسباب.. يتطلع إليك وكأنه في انتظار لحظة الانتصار.. في العزاء وانت تمارس رياضة الجلوس والوقوف. لا تجد حلاً سوى ان تهرب بجلدك من المجلس أو تبحث عن اقرب مكان يتربع فيه نموذج لا يطرح هذه الاسئلة.. اشلون مات ؟ وان الانسان قد انتقل إلى دار الخلود من جراء حادث !! [email protected]