31 أكتوبر 2025

تسجيل

أهل قطر يغيثون " حلب " المنكوبة

18 ديسمبر 2016

حرب الإبادة وجريمة العصر ضد إخواننا من سكان حلب السورية قد تكون الجريمة الوحيدة التي يراها العالم ويسكت عنها دون تحرك عربي أو إقليمي أو دولي، وبصمت مطبق من قبل الحكومات العربية والمنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم، هذا بجانب تراخي القائمين على هيئة الأمم المتحدة في ظل تغييب دورها الصحيح للدفاع عن حق الشعب السوري المظلوم.هذه المجازر التي تحدث اليوم على أرض الرباط في " حلب الجريحة " تتطلب الوقوف العربي مع أهالي هذه المدينة المنكوبة دون تردد، وقد تفاعلت جميع الشعوب العربية مع المأساة الانسانية وغابت بعض الحكومات، والتي اكدت للعالم على حقيقة واحدة لا ثانية لها وهي ان سوريا تمر بمرحلة مؤامرة تقودها قوات النظام السوري وجيوشه الجرارة وشبيحته المجرمة ضد المدنيين العزل في حلب وكل المدن السورية وبمشاركة من بعض القوى الاجرامية من الخارج بهدف اخراج " اهل السنة " من حلب وما جاورها وابادتهم من الوجود عن طريق التطهير العرقي المكشوف.المتابع لاحداث سوريا اليوم يجزم بان هذه الكارثة الانسانية لا تهدف إلا لتكرار نفس السيناريو الذي حدث في العراق وانتقاله الى بعض الدول العربية الاخرى لابادة اهل السنة ومحوهم من المنطقة العربية واستبدالهم بفئة اخرى وهو ما يحقق طموحات الدول الكبرى في رسم مخططاتها لتقسيم المنطقة العربية بالشكل الذي يريدونه.ومع كل اسف فان الجامعة العربية غدت عاجزة عن تفعيل دورها المطلوب والالتفات لقضية حلب بالشكل الذي يرضي شعوبنا العربية، فقد اعلنت كعادتها من باب حفظ ماء الوجه عن عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الأمانة العامة للجامعة ؛ لبحث الأزمة الإنسانية في مدينة حلب السورية بناء على طلب دولة قطر. حيث صرح السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية بأن هذا الاجتماع جاء بناء على طلب من دولة قطر وتأييد عدد من الدول الأعضاء، وذلك لبحث الوضع المتدهور إنسانيا في مدينة حلب. وأوضح أن الأمانة العامة للجامعة تلقت تأييد كل من: المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة لطلب دولة قطر بعقد الاجتماع.وبالامس اعربت وزارة الخارجية القطرية عن مدى الحزن العميق على ما يحدث في مدينة حلب السورية من مجازر ضد الانسانية والاعراف الدولية، وهو كان يؤكد على دورها السياسي الكبير في مساندة سوريا التي تعيش مأساة حقيقية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، حيث دعت قطر لتحرك دولي سريع لوقف مجازر حلب، وقالت بهذا الصدد:لابد من ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه حماية المدنيين والمؤسسات المدنية جراء ما يرتكبه النظام والمليشيات التابعة له من قصفٍ وحشي ومجازر ضد الشعب السوري، وطالب سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية المجتمع الدولي بالتحرك الدولي السريع لوقف المجازر والانتهاكات السافرة، وتأمين ممرات إنسانية آمنة، وضمان ايصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة حلب وكافة المدن السورية، في ظل الأوضاع الإنسانية المتفاقمة، والاعتداءات الوحشية التي جرت خلال الأيام الماضية. وقال: " إن ما يتعرض له أبناء الشعب السوري من كارثة إنسانية مهولة في حلب ينم عن فشل مجلس الأمن في وضع حد للأزمة وحماية المدنيين، وانه في ظل فشل مجلس الأمن للمرة السادسة — وعلى الرغم من القرارات المتعددة التي لم يتم تفعيلها — فإن البحث عن سبل أخرى لحماية المدنيين بات أمراً ملحاً، وان المساعي القطرية تأتي في إطار حث المجتمع الدولي والمسؤولين في الأمم المتحدة على تبني خطوات فاعلة لوضع حد لهذه المآسي الإنسانية وتقديم كل ما يمكن من أجل حماية المدنيين من آلة القتل والدمار والتشريد، مجدداً سعادته التأكيد على وقوف دولة قطر مع الشعب السوري الشقيق، فقد تجاوز النظام كل الأعراف والمعايير والقوانين الدولية والإنسانية.. مشددا على ضرورة أن تتخذ العدالة الدولية خطوة حقيقية وجديّة ومسؤولة لمحاسبته ".وفي الختام دعونا نتذكر بعض الاشعار الجميلة التي كتبت في (حلب الشهباء)، قول الشاعر الكبير بشارة الخوري (1885 — 1968) الملقب بالأخطل الصغير:شَهْباءُ، لَوْ كانَت الأَحْلامُ كَأْسَ طِلا‏‏‏في راحَةِ الفَجْرِ كُنْتِ الزَّهْرَ والحبَبَا‏‏‏و كان لِلَّيل أن يختار حُليتهوقد طلعت عليه لازدرى الشهباو أنصف العرب الأحرار نهضتهملشيّدوا لك في ساحاتها النصبالو أَلَّف المجد سفراً عن مفاخرهلراح يكتب في عنوانه حلبا** كلمة أخيرة:حلب تستغيث بمن يخلصها من محنتها.. وسمو أمير قطر المفدى، ومؤسسات الدولة والشعب القطري اول من يقدم هذا الدعم لاعادة الامل للشعب السوري الذي يعيش مأساة العصر.