12 سبتمبر 2025

تسجيل

العراق: أفول عصر العلوج

18 ديسمبر 2011

هل ينتهي عصر العلوج بخروج القوات الأمريكية من العراق؟ بعد مضي نحو تسع سنوات عجاف على احتلال القوات الدولية للعراق، خرجت القوات الأمريكية يوم الخميس الماضي، في جنح الدجى وهي تجرجر أذيال الخزي والعار والهزيمة النكراء التي ألحقها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن بدولته العظمى بتحريض وتدبير دنيء من اليمين المتطرف الذي زوَّر الحقائق عمداً وقدم أدلة مفبركة على أن نظام الرئيس العراقي صدام حسين يمتلك أسلحة الدمار الشامل الفتاكة. الاحتلال الأمريكي للعراق الذي تم تحت غطاء دولي زائف، لم يكن ليحدث، أو يتم، لولا تواطؤ شرذمة من العملاء العراقيين الذين كان هدفهم الأوحد، ليس فقط إزاحة نظام الرئيس صدام من الوجود، بل تملكتهم الرغبة الجائرة والجامحة في اعتلاء المناصب لتحقيق مكاسب ذاتية، أو إحراز نصر مؤذر لمصالح الجارة إيران التي دفعت بهم لتنفيذ أهدافها التوسعية، ومطامعها الذاتية نكاية في الرئيس صدام حسين الذي حجم نفوذها التوسعي في المنطقة من خلال الحرب التي دارت رحاها في ثمانينيات القرن الماضي. المحصلة النهائية للاجتياح الأمريكي للعراق كانت كما يلي: * إزهاق أرواح مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء. * قتل نحو 4500 جندي أمريكي. * زج الآلاف من العراقيين في السجون والتنكيل بهم بضراوة وشراسة وبطرق بشعة وغير إنسانية. * العراق الذي أرادت له الإدارة الأمريكية أن يكون نموذجاً يحتذى في الديمقراطية أضحى، وبلا جدال، قُطراً وبلداً طائفياً بلا منازع يئن من الصراعات الداخلية، ونزاعات التشفي والانتقام والموت الزؤام. * قتل وتهجير العلماء العراقيين، وتصفية الساحات والمنابر العلمية من كل المتخصصين الجادبين على تطور الوطن ونهضته وازدهاره. * موارد العراق النفطية وغيرها أمست نهباً للنهابين، ومورداً كثير الزحام للطفيليين، والعملاء ومن سار في ركابهم، كما أن إعادة إعمار العراق صارت أكذوبة كبيرة لا تنطلي حتى على الفتى الغرير أو الطفل الرضيع. الإدارة الأمريكية بتيجانها وصولجانها، ومكائدها الخبيثة خسرت الحرب في العراق، فاجتياحها للقُطر الآمن لم يحقق لها غايتها القصوى، وهي القضاء على الإرهاب، كما لم يحقق لها استراتيجيتها العليا بإقامة نظام ديمقراطي رفيع المستوى في المنطقة العربية. وقناعتنا الأساسية أن بلاد الرافدين حبلى بالوطنيين المخلصين الذين يحرصون على إعلاء راية العراق خفاقة في المحافل الدولية في القريب العاجل، وأن عصر العلوج قد أفل إلى غير رجعة.. ما لم تحدث متغيرات في الساحة الدولية المريبة والمربكة!