16 سبتمبر 2025

تسجيل

التشريح الميتافيزيقي (11)

18 نوفمبر 2021

تحدثنا في المقال السابق عن المكاسب الثانوية وما لها من أثر في التدمير الذاتي للشخص، وهنا في علم التشريح الميتافيزيقي يكشف عن المكسب الثانوي حين نسأل السؤال الذهبي أبو مليون ريال للكشف عن المكسب الثانوي "تخيل أنك شفيت من الألم القديم أو تعالجت هذه المشكلة؟، فما الذي سوف يتغير في حياتك؟، وأنت لا تريده أن يتغير أو غير مستعد لتغيره بعد ؟"، غالباً ما يكون الجواب (غير منطقي ويعبر عن احتياج مشاعري) ويفسر في حقيقته أنك لم يعد بإمكانك إلقاء اللوم وتحميل الآخرين مسؤولية ألمك بعد الآن، أو قد يكون لديك خوف شديد من الفشل أو الرفض أو الهجر أو حتى النجاح كما ذكرت لكم بمثال في مقال سابق، تتعدد أسباب الخوف هنا، وبالتالي يكون تجنب هذا الخوف هو الفائدة الخفية والمكسب الثانوي، كثيراً ما نحاول حل الصدمة مباشرة دون العمل على الفوائد الخفية، وهذا غير ناجح لأنها ستعاود الظهور لتعطي الإحساس بالأمان وتسبب عودة المشكلة من جديد. وهنا نذكر فوائد المكاسب الثانوية، أنها تسهل علينا عملية الادعاء بالمرض أو الصدمة للتعبير عن الحدود مع الأحباء، مثال بذلك شخص لديه مرض ما وعندما يطلب طلباً معيناً يستجاب له في لحظتها، ولا أحد يرد له طلباً، لأن العذر أنه مريض (لا تزعلونه)، هو يتمسك بهذا المرض ولا يريد أن يتشافى حتى لا يفقد مشاعر حب واهتمام المحيطين به مما يقلل من الإساءة أو الحكم عليه من قبل الآخرين، من الفوائد أيضاً أن يخلق هوية مزيفة وجزءاً من اعتقاد عما تكون أنت وليس عما أنت بالحقيقة، بالإضافة إلى أنه يقدم شعوراً بالتعاطف المتزايد. وأيضاً من الفوائد - المكاسب الثانوية - أنها تجنبه تحمل مسؤولية تصرفاته، وإلقاء اللوم على شماعة الآخرين. خاطرة،،، (قل لي كلاماً كذباً يريحني، ولا تقل لي حقيقة صادمة فتضايقني)، أصبح البعض يحب الكلام المعسول المدسوس بالسم، ويكره الصدق والحقيقة المرة والواقعية، ويفضل أن يعيش في الأحلام على أن يعترف بالواقع ويواجهه. [email protected]