16 سبتمبر 2025
تسجيلقبل أيام كنت أتحدث مع بعض الزملاء من الصحفيين والإعلاميين حول قضية تأهيل الصحفيين وتكوين مدرسة صحفية حديثة من الشباب القطري المدرب بالشكل الصحيح ليخوض غمار مهنة المتاعب بكل ثقة واقتدار. ◄ ويبدو أن المسألة: لها عدة اطراف تشترك في تأطير هذه المدرسة لتكوين هذا الجيل المؤهل والمدرب للعمل في هذه المهنة الشريفة. فالمؤسسات الصحفية لها الدور الأول في تبني المواهب الصحفية. والكليات والجامعات الوطنية والخاصة عليها أيضا ان تشارك في تنمية واكتشاف المواهب والكوادر الصحفية لبناء هذا الوطن. كما ان الجانب النظري الذي يتعلمه طلبة الاعلام في الجامعات لابد وان يكمله الجانب العملي الذي يجب ان تسهم فيه الصحف اليومية في بناء هذا الكادر (نظريا وعمليا). ◄ ويسأل البعض: من الذي يجب عليه تمويل تأهيل وتدريب هذا الجيل الواعد من الصحفيين القطريين؟ ولعل القضية مشتركة بين العديد من الأطراف، منها على سبيل المثال لا الحصر: - المؤسسات الصحفية الخاصة - المؤسسة القطرية للاعلام - الجامعات والكليات الوطنية والخاصة - مؤسسات القطاع الإعلامي الخاص وشبه الحكومي - مركز الجزيرة للتدريب - المركز القطري للصحافة. وكل هذه المؤسسات وغيرها عليها ان تكون حاضرة ومؤثرة في المشهد الصحفي وان تبادر من الآن في تبني الصحفيين اذا اردنا ان ننجح في تكوين مدرسة صحفية ناجحة لبناء قطر الغد. وهذا الامر ايضا لن يكتب له النجاح الا اذا كانت النوايا مخلصة لتأهيل جيل واعد ومبدع في هذا الميدان. ◄ وأتذكر قبل سنوات: أن المؤسسة القطرية للاعلام قد تبنت هذا المشروع الوطني الكبير من خلال توظيف بعض الصحفيين في الجرائد اليومية مع تخصيص مرتبات شهرية لهم على درجات كبار الموظفين عندما يتخرج من الجامعة، وحينها تواصل معي الاستاذ يوسف درويش عندما كان رئيسا لتحرير جريدة الراية في ذلك الوقت. ولكن بمرور الأيام لم يعد هذا المشروع الوطني الخلاق جذابا للشباب بسبب الدوام المتعب للصحفيين الذي لا يفضله الكثير منهم، ففضلوا البعد عن مهنة المتاعب والاتجاه لاماكن أخرى. وهنا كان هذا العائق الذي ما زلنا نعاني بسببه بعد القطريين من الدخول في مجال الصحافة. ◄ ولكن رغم هذه الصعوبات: لابد وان تلعب من جديد كافة المؤسسات الإعلامية والصحفية لتمنح الفرصة الأخيرة في البحث عن الصحفيين المواطنين وتوفير بعض عوامل الاغراء لجذبهم لهذه المهنة. لأنه في نهاية المطاف لابد ان يقود الصحف القطرية من أبناء هذا البلد لكون الاعتماد على غير المواطنين أصبح السمة السائدة في كافة الصحف القطرية اليوم. لهذا لا بد من التحرك للقضاء على ظاهرة هروب المواطنين من هذه المهنة. ◄ التفريق بين الكاتب والصحفي: ولعل من المسائل المهمة التي نتحدث عنها بين الحين والآخر مسألة التفريق بين من يكتب في زاويته يوميا او أسبوعيا في الصحافة وبين من يمتهن الصحافة كمهنة يمارس من خلالها فنون التحرير الصحفي المعروفة وقوالبها الفنية وبين من يكتب الحوار والتقرير والخبر ونحو ذلك، فهذه مسألة في غاية الأهمية، ويجب التفريق بينهما. ◄ كلمة أخيرة: المركز القطري للصحافة متفائل للغاية بالمساهمة في خلق جيل قادر على امتهان الصحافة وتحقيق رسالتها والعمل على مساعدة الشباب القطري في شق الطرق لهذا المجال والدخول الى سوق العمل بكل قوة بإذن الله تعالى. وإدارة المركز على ثقة بأن شبابنا سيلبي النداء لخدمة وطنه رغم التحديات. [email protected]