11 سبتمبر 2025
تسجيلاستمر التراجع في أداء البورصة في الأسبوع الماضي بما يمكن أن يكون انعكاسا لعدة عوامل لعل في مقدمتها تداعيات الاكتتاب في أسهم شركة قامكو التي استمرت على مدى أسبوعين حتى الثلاثاء 13 نوفمبر، وبتأثير النتائج غير القوية لكثير من الشركات والتي سبق الإفصاح عنها خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر وحتى الأسبوع الأول من شهر نوفمبر. وإضافة لما تقدم فإن انخفاض أسعار النفط ممثلة في سعر نفط الأوبك إلى مستوى 64.51 دولار للبرميل، يشكل عنصراً ضاغطا على مستويات أسعار الأسهم، وبوجه خاص أسهم الشركات الصناعية. وبالنتيجة تراجعت في الأسبوع الماضي أسعار أسهم 36 شركة في مقابل ارتفاع أسعار أسهم 6 شركات فقط, وانخفض المؤشر العام بنحو 154 نقطة إلى مستوى 10214 نقطة. وفي تفصيل العوامل المشار إليها أعلاه نشير إلى ما يلي: كان الاكتتاب في أسهم شركة قامكو ناجحا، حيث حرص الأفراد فيه على الاكتتاب بأكبر عدد ممكن من الأسهم المتاحة، وقد تطلب ذلك منهم حشد ما لديهم من مدخرات، وربما دفعهم إلى بيع ما لديهم من أسهم في شركات أخرى، وهو ما عكسته بيانات البورصة، حيث انفرد الأفراد القطريين والمحافظ القطرية على مدى الأسابيع الماضية بالقيام بعمليات البيع الصافي في مواجهة المحافظ الأجنبية. وقد يستمر هذا الأمر في الأسابيع القادمة التي تسبق إدراج سهم قاطالوم في البورصة يوم 12 ديسمبر القادم، والسبب في ذلك أن هنالك-على ما يبدو- من يرغب في شراء المزيد من أسهم شركة قامكو عند إدراجها في السوق توقعاُ منه لارتفاع سعر سهمها عن مستوى 10 ريالات بعد الإدراج. ومن جهة أخرى لم تكن بيانات كثير من الشركات عن فترة التسعة شهور من هذا العام بالقوية بالقدر الكافي بما جعل المستثمرين يتنبأون لتلك الشركات بتوزيعات أقل-أو بعدم توزيع عوائد مالية- في موسم التوزيعات في الربع الأول من عام 2019 الذي اقترب أوانه. فمن ناحية ازداد عدد الشركات الخاسرة إلى خمس شركات رغم تحول شركتين خاسرتين إلى تحقيق أرباح محدودة هما الإجارة ، وفودافون. وأما الشركات الخاسرة فهي البنك الأول الذي تعمقت خسائره إلى 425.5 مليون ريال في 9 شهور، والسلام الذي زادت خسائره إلى نحو 29 مليون ريال، ودلالة 15.9 مليون ريال، والطبية 5.5 مليون ريال، والإسلامية القابضة 398 ألف ريال. ومن ناحية أخرى تراجعت أرباح ثلاث عشرة شركة في الشهور التسعة الأولى من العام الجاري في مقدمتها أزدان بنسبة انخفاض 67.1%، تليها قطر وعمان بنسبة 51%، فالخليج التكافلي بنسبة 45.6%، فأوريدو بنسبة 29.9% فبنك الدوحة بنسبة 29.7%، ثم مجمع المناعي بنسبة 20%، فالسينما بنسبة 15.4%، فالكهرباء والماء بنسبة 11.8%، فالمتحدة بنسبة 11.7%، فبروة بنسبة 11.4%، فالميرة بنسبة 11.2%، فالإسمنت بنسبة 9.3%، ثم أعمال بنسبة 4.7%. وكانت الزيادة في أرباح شركات أخرى هامشية مثل أرباح شركة زاد، أو محدودة تصل إلى 5% أو أقل كما في 9 شركات هي الوطني، والدولي، والأهلي، والخليجي والريان، والتحويلية، والدوحة للتأمين، والاستثمار القابضة. هذه الأرقام عن واقع أرباح الشركات في الشهور التسعة الأولى من العام ترسم صورة غير مشجعة لتوزيعات تلك الشركات عن أرباحها في عام 2018، بحيث قد تكون أقل مما كانت عليه في عام 2017، وهو ما قد يدفع المستثمرين إلى البحث عن بدائل مضمونة، قد يمثله في الوقت الراهن شراء سعر سهم قامكو عند إدراجه في السوق بعد ثلاثة أسابيع من الآن. ومن جهة ثالثة يأتي التراجع القوي في أسعار النفط بنسبة تزيد عن 20% ما بين أعلى سعر وصل إليه في أكتوبر والمستوى الراهن، ليضع المزيد من الضغوط على أرباح الشركات الصناعية في الربع الرابع بوجه عام، ومن بينها أرباح شركة الألومونيوم أيضاً.