ما قل.. ودل

نحن أعظم شعوب العالم معرفة برياضة كرة القدم.. كيف؟ اذهب إلى أي استاد رياضي، وشاهد أي مباراة بين فريقين. واسمع هتافات الجماهير.. "يا حكم" كيف يتحول المئات، بل الآلاف إلى خبراء في مجال كرة القدم وكل تاريخه الرياضي.. إن ابن خالة جدته لعب في حواري وسكيك "يا أخي معرفو.. الحكم مرتشي- هذي إدارة.. جايبين لنا لاعبين سكة" وينطلق آخر.. الله يرحم أيام زمان.. وعندما تسأله عن أي زمان.. يتلعثم فهو يريد المشاركة في الموضوع.. عدد النقاد الرياضيين في الوطن العربي يوازي عدد سكان الأمة.. يصرخ أحدهم في المدرجات "ورا الباك يا حكم" وهو يقصد أن الهدف من تسلل واضح.. هو لا يعرف كيفية التسلل، ولكن لماذا لا يشارك في العرس أو المآتم.. فالأمر سيان، أما الأعجب مع الأسف فما يقدمه بعض الجماهير من شتائم، خاصة إذا كان اللاعب قد كان ذات يوم منتميًا إلى ناديه، هنا يقول ذلك المتفرج في اللاعب ما لم يقله مالك في الخمرة، هل نحن فعلًا نعشق أشهر لعبة في تاريخ كل الألعاب وعبر تاريخ البشرية، نعم هناك حالات عدة تطرح العديد من الأسئلة أن المستوى العام متذبذب عبر كل الأقطار، وأن المال السلطة الوحيدة في تألق نادٍ على حساب نادٍ آخر، كما أن شهرة بعض الأندية تلقي بظلالها على واقع كرة القدم، وبخاصة في ظل الاحتراف الهش.. نعم احتراف لفظي.. فنحن نكره اللاعب الذي يبحث عن ذاته، ويجد فرصة للانطلاق، أو اكتساب من الموهبة الفطرية.. هنا نشهر سيوفنا ونغمده في صدره.. أنه خائن.. خان ماذا؟ إنها الحياة والبحث عن مكتسبات وهو جزء من حقه الطبيعي.. ولكن نقادنا في المدرجات وفي المجالس مع ارتشاف فناجين القهوة.. يصدرون مثل هذه الأحكام.. وما أكثرهم بمد خريطة الوطن العربي!!