11 سبتمبر 2025

تسجيل

علينا العثور على طرقٍ جديدة بعيداً عن الإرهاب

18 نوفمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نعم، تسبب الموقف الاستعماري لفرنسا في الشرق الأوسط وإفريقيا، بمقتل الملايين من الناس، وتعرض مثلهم للترحيل، والنفي، والجوع، والمعاناة بسبب حياة البؤس والخوف. كل هذا بسبب الاستعمار الذي لا يزال مستمرًا حتى الآن. لا تستطيع فرنسا إقناعنا بغير ذلك، مهما تناقشنا، ولن تستطيع تغيير هذه الحقيقة لأنها لا تمتلك ولو حجة واحدة، تمكنها من أن تدافع عن نفسها في هذا الصدد. إلا أن التعريف بالظلم الذي وقع علينا، وخوض نضال ضده، واستعادة حقوقنا المنهوبة، لا يتم من خلال الإرهاب.فلا يمكن للمسلم أن يستعيد حقّه من خلال الإرهاب. إن حياة «محمد الأمين»، تشكل نموذجًا يحتذى به عن الإنصاف والنزاهة، في الوقت الذي كان فيه المسلمون، يسحقون تحت الصخور والحجارة في مكة المكرمة، ويعانون من أشد أنواع التعذيب والظلم.علينا إيجاد طرق جديدة: علينا أن نجد طرقًا ووسائل فعّالة وقوية، تُعرّف بالظلم الذي وقع علينا وتعيد لنا حقوقنا المسلوبة، ولكن.. بعيدًا عن الإرهاب. إن الغرب يمارس سياسة مزدوجة حيال الديمقراطية.. صحيح. إن الغرب يفتقر للعدالة والضمير.. صحيح. صم الغرب آذانه، وغض طرفه، عن مقتل 350 ألف مسلم في سوريا، ولم يتحمل مسؤولياته تجاه الأزمة السورية.. صحيح. دعم الغرب، الانقلاب العسكري الذي وقع في مصر، وتسبب بوفاة آلاف المسلمين.. صحيح.الغرب يثير الحروب بين الدول الإسلامية في الشرق الأوسط، ويدعم الدول ضد بعضهم بعضًا.. صحيح.الغرب يؤجج ظاهرة «الإرهاب الإسلامي» (الإسلاموفوبيا)، ويثير العداء ضد المسلمين.. صحيح. أستطيع أن أدرج أيضًا عشرات النقاط، التي تدين الغرب وتظهر مدى سياساته العدائية وغير العادلة ضد العالم الإسلامي. إلا أن جميع هذه النقاط، لا يمكن لها أن تبرر، بأي حال من الأحوال، قتل مئات الأبرياء في قارعة الطريق.إن جميع الأخطاء التي يرتكبها الغرب ضد المسلمين، لا تبرر أبداً مقتل بريء واحد، مهما كان السبب.الإرهاب هو العدو الأكبر للإسلام: إن من يسعى لشرعة الإرهاب، هم حفنة من المعتوهين الذين ينتحلون صفة «رجال دين»، ويحضون على اللجوء لاستخدام وسائل إجرامية، تقوض بالنتيجة مشروعية كفاحنا العادل، وتفرغ محتوى قضيتنا العادلة تجاه الغرب. في الواقع، إن المنظمات المشبوهة والظلامية والقذرة، التي تستغل تمرد الشباب ضد الاستعمار والاستغلال والوحشية الغربية، تشكل أكبر ضررٍ على الإسلام. لا يمكننا بأي حال من الأحوال قتل الأبرياء في الغرب، حتى لو كان الغرب يقوم بقتل أبرياء شعبنا، فحكم «القصاص» في الإسلام لا يقام لهذا الشكل.إن الشيء الوحيد الذي يميز المسلمين عن الآخرين، هو الامتثال للقانون، حتى في وقت الحرب. نعم، نمتلك الكثير من الأسباب التي تدفعنا إلى التمرد ضد الغرب، والغضب عليه. نعم، العالم الإسلامي يئن ويرزح تحت وطأة الآلام، ويفقد الكثير من الأرواح البريئة، وللغرب دور كبير في استمرار ذلك.نعم، يجب على المسلمين النضال ضد الاضطهاد والظلم.ورغم كل هذا، فالإرهاب لا يشكل حلًا ولا يمكن أن يكون وسيلة أو محتذى. ليس من شيمنا قتل المدنيين: وليس من أخلاقنا وعاداتنا وديننا قتل الناس في قارعة الطريق. علينا أن نعارض ذلك بقوة، وعلينا ألا نسمح البتة، بأن يصبح الإسلام رديفًا للإرهاب.فطريقنا، هو عدم السكوت عن الحق والوقوف في وجه الظلم، والدفاع عن حقوقنا حتى النهاية، ولكن عدم شرعنة الإرهاب أبدًا، ومهما كانت الأسباب. علينا إيجاد وابتكار أساليب وطرق جديدة.. ينبغي علينا أن نجد وسائل جديدة.نحن بحاجة لوسائل جديدة، تزرع الطمأنينة والأمل في نفوس شبابنا، والأشخاص الغاضبين في مجتمعاتنا، والناس الذين سلبت حقوقهم من بين أيديهم، ولكن.. بعيدًا عن الإرهاب بكل أنواعه. دعونا نفكر ونتفكر.. دعونا نعمل العقل والمنطق، ونتناقش ونتحاور ونتبادل الحديث والأفكار.